عبدالوافي لفتيت:المغرب تحت نيران التشويه قبيل التظاهرات الدولية

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

في وقتٍ يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية دولية كبرى، خرج وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ليكشف عن حملة إعلامية ممنهجة تتعرض لها المملكة، هدفها تقويض سمعة البلاد من خلال التركيز المريب على ملف الكلاب الضالة.

هذه الحملة، التي وصفها الوزير بأنها تضليلية، تسعى لتقديم المغرب على أنه بلد يفتقر للمعايير الإنسانية، دون إشارة إلى الجهود الفعلية المبذولة ميدانيًا لمعالجة الظاهرة.

لفتيت شدد في مداخلته بمجلس المستشارين على أن الاتهامات الموجهة للمغرب بشأن "الممارسات غير الإنسانية" في التعامل مع الحيوانات الضالة، تفتقر للدقة، وتُبنى على معطيات مجتزأة خارجة عن سياقها الواقعي. بل إن ما يغيب عن هذه التقارير المغرضة، هو حجم المجهودات الوطنية المبذولة منذ سنوات لحماية الصحة العامة واحترام مبادئ حقوق الحيوان بشكل متوازن.

وأوضح الوزير أن المغرب لم يتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة بارتجالية أو عنف، بل أطلق منذ سنة 2029 استراتيجية وطنية تقوم على تعقيم الكلاب جراحيًا وتلقيحها ضد داء السعار، وهي مقاربة علمية أثبتت نجاعتها في عدد من الدول المتقدمة. اتفاقية إطار جُمعت فيها جهود وزارة الداخلية، وزارة الصحة، المكتب الوطني للسلامة الصحية، والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، لتشكيل جبهة تنسيقية علمية وإنسانية لمعالجة الظاهرة.

هذه المقاربة، بحسب لفتيت، تهدف إلى تقليص أعداد الكلاب تدريجيًا من خلال الحد من تناسلها، بدل لجوء الدولة إلى حلول تقليدية وعنيفة كما يُروّج. والأهم أن وزارة الداخلية تعمل حاليًا على دعم الجماعات الترابية بتأهيل مراكز لإيواء الحيوانات وفق معايير دولية، واقتناء معدات ولوجستيك خاص، بما يضمن معالجة حضارية للملف بدل العشوائية أو الإهمال.

وبلغة الأرقام، كشف الوزير أن المغرب رصد خلال السنوات الأخيرة حوالي 240 مليون درهم لمواكبة هذه المقاربة، ما يؤكد أن الدولة لا تنظر إلى هذا الملف كأداة تزيين مؤقتة، بل كخطة هيكلية طويلة الأمد. وبينما تنهش بعض الأقلام المأجورة صورة المغرب قبيل محطاته الدولية، يبدو أن الذئاب الإعلامية اصطدمت هذه المرة بحقائق على الأرض، لا بأكاذيب في الهواء.