"الرقابة المغيبة والديمقراطية المهددة"..بنكيران يقرع أجراس الخطر ويحذر من السقوط السياسي

"الرقابة المغيبة والديمقراطية المهددة"..بنكيران يقرع أجراس الخطر ويحذر من السقوط السياسي
سياسة / الجمعة 23 مايو 2025 - 20:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في خطاب سياسي حاد ومباشر، أطلق عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سلسلة من الانتقادات اللاذعة ضد الحكومة والمعارضة على حد سواء، معتبراً أن فشل تقديم ملتمس الرقابة لم يكن مجرد خلل تنظيمي، بل مؤشر صارخ على تراجع الوعي الديمقراطي وتآكل الثقافة السياسية لدى النخب.

خلال ندوة صحافية نظّمها حزبه مساء الخميس 22 ماي 2025 بالعاصمة الرباط، لم يتردد بنكيران في إعلان موقفه بوضوح: الحكومة الحالية فشلت، ليس فقط في تدبير الشأن العام، بل في احترام المؤسسات وتفعيل أدوات الرقابة التي يتيحها النظام الديمقراطي. وقال في لهجة لا تخلو من الغضب: "نحن أمام سلطة تسير البلاد بتجاهل متعمد للبرلمان، وتتعمد إفراغ آليات الرقابة من محتواها، وتستحق أن ترحل قبل فوات الأوان".

أعاد بنكيران توجيه سهام النقد صوب طريقة إفشال ملتمس الرقابة، متهماً الحكومة بالتواطؤ مع بعض الأطراف داخل المعارضة لتعطيل هذه المبادرة الدستورية التي اعتبرها واجباً سياسياً وأخلاقياً. وذهب أبعد من ذلك عندما وصف الانسحاب المفاجئ للفريق الاشتراكي من التنسيق حول الملتمس بأنه "عبث سياسي" يفتقد إلى الجدية ويضرب مصداقية العمل البرلماني في العمق.

وبخطاب موجّه إلى عموم المواطنين، دعا بنكيران إلى اليقظة والانخراط السياسي، مؤكداً أن السياسة لم تعد ترفاً فكرياً أو شأناً ثانوياً، بل أضحت تحدد مصير الأفراد في تفاصيل حياتهم اليومية، من القدرة الشرائية إلى التعليم والصحة والكرامة. واعتبر أن العزوف عن المشاركة السياسية لا يؤدي إلا إلى تسليم القرار لمن وصفهم بـ"المستغلين"، محذراً من فاتورة الغياب السياسي التي تؤدى غلاءً وفُقراً وبطالةً.

وفي معرض حديثه عن الوضع الاقتصادي، أشار إلى تفشي مظاهر الفساد وتضارب المصالح، مذكّراً بأن بعض المستفيدين من الدعم الحكومي في استيراد اللحوم هم أنفسهم برلمانيون، وهو ما وصفه بـ"الفضيحة الأخلاقية والسياسية"، متسائلاً عن جدوى دعم لا ينعكس على أسعار الطماطم أو السمك أو اللحم، التي أصبحت خارج متناول المواطن البسيط.

وانتقد بنكيران أداء البرلمان، معتبراً أن الحكومة تتعمد تهميشه، من خلال تعطيل تشكيل لجان تقصي الحقائق ومنع المهام الاستطلاعية، في محاولة للانفراد بتسيير البلاد بعيداً عن المحاسبة والمساءلة. واعتبر أن هذه الممارسات لا تضر فقط بصورة الحكومة، بل تهدد النموذج الديمقراطي برمته، ملوّحاً بأن هذا النهج قد يؤدي إلى فقدان الثقة الكاملة في المؤسسات، وربما تكرار سيناريوهات توتر اجتماعي مشابه لما وقع في حراك 20 فبراير.

وفي ختام كلمته، شدد بنكيران على أن حزب العدالة والتنمية لم يخسر معركة ملتمس الرقابة، بل قام بما يمليه عليه ضميره السياسي، وسيواصل الدفاع عن الشعب وفضح السياسات التي وصفها بـ"الظالمة والفاشلة"، مضيفاً بنبرة تحذيرية: "الاستسلام ليس خياراً. ومكان هذه الحكومة ليس في قيادة البلاد، بل خارج دائرة القرار".

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك