أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
في خطوة سياسية تحمل أكثر من دلالة، أعلن عبد الله الماليحي، أحد الوجوه الاتحادية المعروفة، من منصات التواصل الاجتماعي، عن التحاقه رسمياً باللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مؤكداً ترشحه للكتابة الأولى للحزب.
ويأتي هذا الإعلان في سياق داخلي متوتر يعيشه حزب "الوردة"، الذي كان إلى عهد قريب يمثل القوة الأولى في صفوف المعارضة، قبل أن ينحدر إلى وضع تنظيمي وسياسي وُصف بالكارثي في ظل القيادة الحالية لإدريس لشكر.
الماليحي، الذي حمل مشعل التغيير من داخل الحزب، لم يخفِ قلقه من الوضع المتدهور الذي آل إليه الاتحاد الاشتراكي، والذي بات فاقداً لبوصلة التأطير السياسي الحقيقي، وتحوّل في السنوات الأخيرة إلى مجرد امتداد باهت لتوازنات داخل الأغلبية الحكومية.
وأشار إلى أن العديد من المناضلين الاتحاديين يعيشون حالة من الغضب الصامت بسبب ما اعتبروه "تفكيكاً ممنهجاً لهوية الحزب التاريخية"، في وقت تعاني فيه البلاد من تحولات سياسية واجتماعية تتطلب معارضة حقيقية وقوية.
واعتبر الماليحي أن المؤتمر المقبل يمثل لحظة حاسمة لإعادة بناء الحزب من الداخل، عبر تجديد دمائه والقطع مع ممارسات المحاباة والقرارات الفردية، داعياً إلى نقاش صريح حول مسؤولية القيادة الحالية في تراجع مكانة الاتحاد الاشتراكي على المستويين الشعبي والسياسي.
ترشح الماليحي بهذا التوقيت لا يمكن فصله عن حالة الغليان الداخلي التي تشهدها هياكل الحزب، وتذمّر قواعده في مختلف الجهات من غياب الديمقراطية الداخلية، واحتكار القرار الحزبي من طرف دائرة ضيقة، فضلاً عن الارتباك في المواقف والاصطفافات السياسية.
فهل يكون المؤتمر القادم محطة لتصحيح المسار وإعادة الروح لحزب شكل يوماً ضمير اليسار المغربي؟ أم أننا سنكون أمام إعادة إنتاج نفس الأساليب التي أضعفت الحزب وأفقدته وهجه؟
كل المؤشرات تؤكد أن المواجهة داخل الاتحاد الاشتراكي ستكون قوية، وأن صوت التغيير بدأ يرتفع من قلب الحزب، ومعه تنفتح احتمالات سياسية جديدة قد تعيد تشكيل الخريطة الحزبية الوطنية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك