أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
دخلت الساحة الرقمية المغربية في موجة
من التوترات الكلامية بين رئيس الحكومة السابق "عبدالإله بنكيران"
والفنان الشهير "رشيد الوالي"، بعدما تحوّلت تدوينة فنية إلى اشتباك
سياسي- ثقافي.
الشرارة الأولى انطلقت من كلمة مثيرة
للجدل ألقاها بنكيران خلال مهرجان خطابي فاتح ماي، حين وصف بعض خصومه
بـ"الميكروبات والحمار"، ما أثار غضب فئات واسعة من المغاربة وجرّ عليه
انتقادات حادة.
"رشيد الوالي" لم يصمت، وكتب في
حسابه تدوينة لاذعة ردًّا على بنكيران قال فيها: "الفم لي يقول الزمر يقول
التمر"، وهو ما اعتبره كثيرون تلميحًا لعدم لباقة رئيس الحكومة السابق،
وانزلاقه في خطاب بعيد عن الرصانة السياسية، لكن الرد لم يتأخر طويلًا، إذ عاد "بنكيران"
للواجهة وفتح النار على "الوالي" بكلام مباشر لا يخلو من الاستهزاء
والسخرية.
"بنكيران" أوضح في خرجة جديدة في
شريط فيديو بالصوت والصورة، أن كلمته كانت موجهة لشخص واحد، وليس تعميمًا على
الشعب، قائلًا: "استعملت المفرد لأن السلوك الذي قصدته حقير، وإذا سي رشيد
الوالي باغي يعلمني، نسولو نهار "الباطرون" ديالو قال عليه شي حاجة واش
رد"، بنكيران لم يخف امتعاضه من "انتقائية" "الوالي" في
اختيار خصومه، واتهمه بالازدواجية قائلا: "أسد علي وفي الحروب نعامة".
وفي رد لاذع، وجه "بنكيران"
ضربة موجعة حين قال: "إذا قابلتي صاحب شعار: "كلنا إسرائيليون"
بالصمت وجيتي تهاجمني، فأنا قابل النصيحة، ولكن علّمني الرجولة أولًا "، هذه
العبارة حملت في طيّاتها تحديًا صريحًا "للوالي" كي يظهر موقفه من قضايا
تمس السيادة والانتماء، بدل التركيز على خرجات بنكيران الإعلامية.
ولم يكتف بنكيران بذلك، بل أضاف:
"ماشي غير تجي لبنكيران وتقول حيط قصير، ما تريد أن تعلّمني إياه، قرأناه في
مدارس الشعب، وتعلمته منا الأجيال السابقة، أما الآن فتريد أن تلبس ثوب أستاذ
الأخلاق في آخر الزمان؟". بنكيران بدا واثقًا من كلامه، مؤكدًا أنه يتحمل
مسؤولية كل تصريح صدر عنه.
وفي نبرة تجمع بين العتاب والتحدي،
استرجع "بنكيران" لحظة قديمة حين تواصل مع الوالي وقال عنه: "كان
كيعجبني، ظريف، زويون، وأفلامو فيهم معاني"، لكنه سرعان ما قلب الصفحة، ودعاه
لمواجهة من أساؤوا
واختتم بنكيران تصريحه برسالة مشحونة:
"إلا ماقدرتيش ترد على اللي قال إننا كلنا إسرائيليون، شُد تيفارك وسكت، خلي
الناس اللي عندها موقف تعبر عليه، وحنا نتفاهمو بالمعقول، ماشي بالكلام
المزوق" يقصد "بنكيران".
هكذا تحوّلت مواجهة بسيطة إلى ما يشبه
حربًا مصغرة في الفضاء الرقمي بين السياسة والفن.
المشهد يزداد احتقانًا، خصوصًا في ظل
استمرار التفاعل الجماهيري مع هذه السجالات التي لم تعد تقتصر على النخب، بل باتت
مادة دسمة للرأي العام، وتبقى الأسئلة معلقة حول دور الفنان في التعبير السياسي،
وحدود السجال بين الرمزية الفنية والمسؤولية السياسية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك