غزو اللحوم الأجنبية لمعارض المغرب… هل يُجهز على أمل دعم الإنتاج المحلي؟

غزو اللحوم الأجنبية لمعارض المغرب… هل يُجهز على أمل دعم الإنتاج المحلي؟
سياسة / الجمعة 02 مايو 2025 - 14:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

بينما تتصاعد الأصوات المنادية بإعادة النظر في السياسة الفلاحية للحكومة وتوجيه الدعم نحو الفلاح المغربي الصغير، كان المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، في دورته السابعة عشرة، مناسبة لكشف توجه مغاير تماماً.

فقد شهد الحدث لقاءات مكثفة بين مستوردين مغاربة وممثلي شركات أجنبية عملاقة تنشط في مجال اللحوم الحمراء، بعضها جاء يبحث عن موطئ قدم جديد، وآخرون جاؤوا لتعزيز هيمنتهم على السوق المحلية.

بحسب مصادر مهنية، حضر أكثر من عشر شركات دولية متخصصة في إنتاج وتصدير لحوم الأبقار، ضمنها ثماني شركات إسبانية وثلاث فرنسية، إلى جانب شركتين برازيليتين، حيث عقدت هذه الأطراف اجتماعات مباشرة مع فاعلين مغاربة، في محاولة لإقناعهم بعقد صفقات تزويد السوق الوطنية بكميات كبيرة من اللحوم المستوردة.

اللافت في هذه التحركات هو الإغراء الكبير الذي قدمته الشركات الأجنبية، خصوصاً تلك القادمة من أمريكا اللاتينية، مستغلة انخفاض كلفة إنتاجها مقارنة بنظيراتها الأوروبية، ما يجعلها أكثر قدرة على تقديم عروض تجارية مغرية للمستوردين المغاربة، وهو ما يهدد بشكل مباشر استمرارية المنتج المحلي وقدرته على المنافسة.

هذا الانفتاح الواسع على اللحوم المستوردة، وإن كان يعكس رغبة الحكومة في معالجة إشكالية الأسعار المرتفعة، إلا أنه يُطرح في توقيت حساس، يُفترض فيه أن يكون دعم الفلاح المغربي في صدارة الأولويات، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة التي يعيشها المواطن البسيط.

ويبقى الرهان معلقاً على إرادة سياسية جريئة تعيد التوازن للسياسة الفلاحية الوطنية، بعيداً عن إرضاء لوبيات الاستيراد، ومنح الفلاح الصغير فرصة لحماية منتوجه وتطويره، بدل تركه فريسة لضغوط السوق وتقلبات الاستيراد الخارجي.

هل ستملك الحكومة شجاعة هذا الخيار؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك