تصريح ناري لوزير خارجية إسبانيا يُشعل الجدل:المغرب بلد صديق وسبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من إسبانيا

تصريح ناري لوزير خارجية إسبانيا يُشعل الجدل:المغرب بلد صديق وسبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من إسبانيا
سياسة / السبت 08 مارس 2025 - 13:20 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو آلاء

أثار وزير الخارجية الإسباني، جدلًا واسعًا بعد تصريحه الأخير الذي أكد فيه أن "المغرب بلد صديق"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن مدينتي سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من إسبانيا، مضيفًا أن هذا الأمر "واضح للجميع"، في إشارة إلى الموقف الرسمي لمدريد الرافض لأي نقاش حول السيادة على المدينتين المحتلتين.

هذا التصريح، الذي جاء في ظرفية حساسة تشهد تطورًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، أعاد الجدل حول الملف التاريخي للمدينتين المحتلتين، والذي يُعتبر واحدًا من أكثر القضايا حساسية في السياسة الخارجية المغربية.

التصريح لم يمر مرور الكرام، إذ خلف موجة من الاستياء في الأوساط المغربية، حيث اعتبر العديد من المراقبين أن مدريد تواصل تبني سياسة الكيل بمكيالين، فمن جهة تصف المغرب بـ"الشريك الاستراتيجي والصديق"، ومن جهة أخرى تغلق الباب أمام أي حوار مستقبلي حول مصير المدينتين، متجاهلة المطالب التاريخية للمملكة التي تعتبرهما جزءًا لا يتجزأ من ترابها الوطني.

هذا الموقف الإسباني يعكس في جوهره استمرار الرؤية الاستعمارية القديمة التي ترى في سبتة ومليلية مقاطعتين إسبانيتين رغم كل التحولات الجيوسياسية التي شهدها العالم، في وقت يواصل فيه المغرب تحقيق اختراقات دبلوماسية غير مسبوقة في ملف الصحراء، آخرها اعتراف دول وازنة بسيادته على الأقاليم الجنوبية، وهو ما قد يدفع الرباط إلى رفع السقف في مطالبتها باستعادة المدينتين المحتلتين.

من جهة أخرى، يطرح هذا التصريح تساؤلات عميقة حول حدود التقارب المغربي الإسباني الذي تعزز بعد الموقف الجديد لمدريد الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، حيث يبدو أن إسبانيا تحاول الاستفادة من العلاقات الجيدة مع الرباط اقتصاديًا وأمنيًا، لكنها في المقابل ترفض أي مراجعة لملف سبتة ومليلية، وهو ما يعكس وجود حسابات سياسية معقدة داخل الدوائر الحاكمة في مدريد، خصوصًا مع صعود التيارات اليمينية التي تدفع نحو تعزيز الوجود العسكري في المدينتين.

يظل السؤال المطروح اليوم: إلى متى سيستمر هذا الجمود في ملف سبتة ومليلية؟ وهل سيظل المغرب ينهج سياسة الهدوء والتريث، أم أن الوقت قد حان لبلورة استراتيجية جديدة تستند إلى النجاحات الدبلوماسية التي حققها مؤخرًا لإعادة هذا الملف إلى الواجهة على المستوى الدولي؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك