الدبلوماسية الحزبية بالمغرب..هل تحتاج إلى ثورة فكرية وكفاءات متخصصة؟

الدبلوماسية الحزبية بالمغرب..هل تحتاج إلى ثورة فكرية وكفاءات متخصصة؟
سياسة / الجمعة 07 مارس 2025 - 19:54 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية المتسارعة، أصبح للدبلوماسية الحزبية دور محوري في تعزيز صورة المغرب على الصعيد الدولي، وتقوية علاقاته الخارجية بعيدًا عن القنوات الرسمية التقليدية.

غير أن هذا الدور، يتطلب توفر الأحزاب السياسية على أطر وكفاءات متخصصة في العلاقات الدولية، قادرة على فهم المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية والتفاعل معها بوعي واستراتيجية.

الدبلوماسية الحزبية..المفهوم والدور

تُعرف الدبلوماسية الحزبية، بكونها القناة غير الرسمية التي تستعملها الأحزاب السياسية لتعزيز العلاقات مع نظرائها في الخارج، وتُمارَس عبر لقاءات حزبية، واتفاقيات تعاون، ومشاركات في مؤتمرات ومنتديات دولية.

وتهدف هذه الدبلوماسية إلى دعم السياسة الخارجية الرسمية للدولة، والترويج للمصالح الوطنية من خلال الفاعلين السياسيين.

ففي المغرب، شهد هذا النوع من الدبلوماسية تحركات مكثفة خلال السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وتعزيز الشراكات مع الأحزاب الإفريقية والأوروبية.

نقص الكفاءات..العائق الأكبر

على الرغم من الدور المتزايد للدبلوماسية الحزبية، إلا أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها هو غياب الأطر المتخصصة القادرة على إدارتها بكفاءة.

فمعظم القيادات الحزبية، تفتقر إلى تكوين أكاديمي متين في العلاقات الدولية، كما أن الكثير منها يفتقد الإلمام العميق بالشأن السياسي والاقتصادي العالمي.

في هذا الإطار، يقول أحد الخبراء في المجال، "لا يمكن أن نُراهن على دبلوماسية حزبية قوية في غياب كفاءات تمتلك القدرة على التحليل الاستراتيجي، والتفاوض، وفهم التوازنات الدولية."

السياق الدولي..تحديات وفرص

يشهد العالم تغيرات كبرى، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتحولات الاقتصادية المتسارعة، وبروز قوى جديدة على الساحة الدولية.

هذه التحولات، تفرض على الأحزاب المغربية تطوير أدواتها الدبلوماسية، لتكون قادرة على الدفاع عن المصالح الوطنية والتفاعل بفعالية مع مختلف الفاعلين الدوليين.

ضرورة تأهيل الأطر الحزبية

حتى تكون الدبلوماسية الحزبية أكثر نجاعة، يتوجب على الأحزاب المغربية:

-إحداث معاهد أو مراكز تكوين متخصصة في العلاقات الدولية والدبلوماسية، تستهدف تكوين أعضائها وتأهيلهم.

-الاستعانة بالخبراء والأساتذة الجامعيين لإثراء النقاشات وصياغة رؤى استراتيجية واضحة.

-تطوير الشراكات مع مراكز التفكير (Think Tanks) للاستفادة من التحليلات المعمقة حول القضايا الدولية.

-تعزيز التواصل مع المؤسسات الأكاديمية لضمان التفاعل مع أحدث التطورات في مجال العلاقات الدولية.

ختاما، يمكن المجازفة والقول، إنه لا يمكن تصور دبلوماسية حزبية فاعلة دون الاستثمار في الكفاءات المتخصصة.

فالتحديات الدولية الراهنة، تستدعي قيادات سياسية مسلحة بالمعرفة والخبرة، قادرة على التفاوض والتأثير بذكاء ودراية.

فهل ستتحرك الأحزاب المغربية نحو إصلاح هذا الجانب، أم أنها ستظل الدبلوماسية الحزبية رهينة لاجتهادات فردية وعلاقات ظرفية؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك