ليلى بنعلي تدعو إلى إطار إفريقي للتعدين يوازن بين التنمية والبيئة والحكامة

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

دعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال كلمة ألقيت نيابة عنها في مؤتمر "موريتانيد" بنواكشوط، إلى ضرورة بلورة إطار إفريقي خاص بمجال التعدين يدمج أبعاد الحكامة والجانب الاجتماعي والبيئي، بما ينسجم مع خصوصيات القارة وواقعها.

وأكدت أن هذا الإطار المنتظر اعتماده في مؤتمر مراكش المقبل سيمكن الحكومات والشركات من تمويل عمليات الاستخراج والنقل والمعالجة بطريقة تخدم التنمية المستدامة وتثمن الرأسمال الطبيعي الإفريقي، بدل الاعتماد على نماذج خارجية لا تتلاءم مع واقع القارة.

وأشارت بنعلي إلى أن التجربة المغربية تقدم نموذجا يحتذى به، من خلال إطلاق ممر "المنشأ – العبور – التصديق" المدعوم بإطار بيئي واجتماعي متكامل، والذي اعتمد من قبل وزراء التعدين الأفارقة لتسهيل استثمار المعادن النادرة وفق معايير صارمة للحكامة.

كما أبرزت التعاون القائم بين المغرب وعدد من الهيئات، منها المركز الإفريقي لتنمية المعادن، قصد تعزيز الشفافية وتوحيد السياسات التعدينية، مؤكدة أن المبادرة الملكية الأطلسية تمنح دفعة قوية لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي عبر المغرب، مما يجعل المعادن العابرة لهذا الممر خاضعة لمعايير عالية في المجال البيئي والاجتماعي.

وشددت الوزيرة على أن الإصلاحات الجارية في المغرب تسعى للانتقال من اقتصاد قائم على تصدير المواد الخام ذات القيمة المضافة المحدودة، إلى اندماج فعلي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة والتخزين.

وأوضحت أن الرؤية الجديدة تروم تحقيق توزيع عادل للثروات والمخاطر على المستويين الوطني والمجالي، والقطع مع نموذج التبعية لتقلبات السوق العالمية في إدارة قطاع التعدين.

ويشارك المغرب في فعاليات مؤتمر "موريتانيد" من خلال وفد هام برئاسة الوزيرة، إلى جانب عدد من الفاعلين الدوليين والإقليميين، في حدث يروم خلق منصة للتعاون وتبادل الخبرات بين مختلف المتدخلين في قطاعات الطاقة والمعادن.

ويُعتبر هذا الملتقى فضاءً إقليميا ودوليا لبحث فرص تطوير التعدين والغاز والنفط والطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الإفريقي بشكل مستدام.

كما يتيح المؤتمر فرصة للمستثمرين لاستكشاف مشاريع جديدة وبناء شراكات واعدة، مع التعريف بالمقدرات التي تتوفر عليها موريتانيا واستراتيجيتها المستقبلية في مجال الطاقة والمعادن.