
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أصدر مركز السياسات من أجل الجنوب
الجديد تقريره السنوي حول "الجغرافيا السياسية لإفريقيا 2025"، وهو عمل
ضخم يجمع أكثر من ثلاثين مساهمة بحثية من خبراء وكتاب يمثلون ثلاث عشرة جنسية
مختلفة، قدموا من خلاله رؤية متعددة الأبعاد لمستقبل القارة. التقرير، الذي جاء في
نسخته الثامنة، يفتح نقاشًا واسعًا حول التحولات الكبرى التي تشهدها إفريقيا،
ويعزز ذلك برسم خرائطي مبتكر يتيح قراءة جديدة للتوازنات الإقليمية.
ويركز المؤلف على خمسة محاور أساسية:
الديناميات الانتخابية، الصراعات المستمرة، المنافسات الجيوسياسية، المبادرة الملكية
الأطلسية، والتصورات الخارجية عن القارة. هذا الطرح يتيح للقارئ فرصة فهم عميق
للتحديات والفرص التي تواجه إفريقيا، في ظل التحولات الدولية المتسارعة وصعود قوى
جديدة تتسابق على النفوذ داخلها.
وتوقف التقرير عند مبادرات المغرب
الاستراتيجية، وعلى رأسها المبادرة الملكية الأطلسية، باعتبارها إحدى الأوراق
الرابحة التي يمكن أن تمنح القارة موقعًا متقدمًا في النظام الدولي الجديد. كما
أشار إلى أن تنامي الصراعات والنزاعات يجعل من إفريقيا ساحة أساسية لإعادة تشكيل
موازين القوى العالمية.
ولم يقتصر التقرير على التحليل الأكاديمي
البارد، بل تميز بدمج نقاش جماعي بين الباحثين المساهمين، في إطار تفكير مشترك
أعطى للتقرير طابعًا حيويًا. فقد أجاب ثلاثون خبيرًا عن سؤال موحد يتعلق بآفاق
الجغرافيا السياسية الإفريقية، وهو ما أفرز تعددية في المقاربات وثراءً في وجهات
النظر.
ويؤكد القائمون على مركز السياسات من
أجل الجنوب الجديد أن الهدف من هذه المبادرة الفكرية هو خدمة القارة الإفريقية عبر
تمكينها من التعبير عن رؤاها بوضوح، وتقديم أدوات تحليلية تساعد على صياغة سياسات
عمومية أكثر نجاعة. وهكذا، يواصل المركز ترسيخ مكانته كأحد أهم مراكز الأبحاث المغربية
ذات الإشعاع الدولي، الملتزمة بتعزيز موقع المغرب وإفريقيا داخل الجنوب العالمي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك