أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
تحولت أحياء
وشوارع (قرية) عفوا مدينة سيدي يحيى الغرب إلى مسرح يومي لهجوم جحافل البعوض الذي
إنتفخ من مص دماء اليحياويين حتى صار بحجم "الهيليكوبتر"..، حيث لم يعد
الأهالي قادرين على النوم بسبب لسعاته السامة والمؤلمة التي اخترقت جدران البيوت
قبل الأجساد، حالات اختناق، طفوح جلدية، وتفاقم خطير في وضعية مرضى الحساسية، كلها
أعراض حذرت منها مصادر متطابقة، وسط ذهول وسخط شعبي على غياب أي تدخل وقائي أو
علاجي من السلطات المختصة والتي تفظل قضاء لياليها في مساكن مكيفة بها إشعاعات
بنفسجية "أوتوماتيكية" يتقتل الباعوض بواسطة الحرق، تسمع "طق طقطقط
طق طقطق".
بينما المواطن
المقهور هو من يقوام هذه الطائرات "الباعوضية" بالصبر والخل والوسائل
البدائية، من كثر قهر المواطن أصبح يرى الباعوضة بحجم "الكلب" أعزكم الله.
في الوقت الذي تستنجد فيه الساكنة بجهات الصحة والجماعات
المحلية لرش المبيدات والتخفيف من المعاناة اليومية، لا حياة لمن تنادي، لحد
الساعة، الأطفال الرضع أصبحوا الضحية الأولى لهجوم الحشرات، أجسادهم لا تقوى على
مقاومة السموم، ومعاناة أسرهم تتضاعف في صيف بات لا يُطاق، لا بسبب الحرارة
المرتفعة، بل بسبب "العدو الطائر" الذي يتكاثر دون رقيب أو حسيب.
ما يزيد الوضع قتامة هو صمت
الفاعل السياسي الذي يبدو أنه قد تبخر مع أول موجة حر، لا برلماني حاضر، ولا منتخب
محلي استشعر هول المأساة، ولا حتى من تحرك بمراسلة رسمية واحدة للجهات المعنية
المحلية أو الإقليمية أو الجهوية، سيدي يحيى الغرب تصرخ من تحت وطأة الألم، لكن
أصواتها تُجابه بجدار بارد من التجاهل القاتل.
وكأنهم
يقولون: تفوت غير....وتجي في بغات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك