أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
أطلق الرئيس إبراهيم تراوري إصلاحا
غير مسبوق في منظومة السجون، يقوم على تحويل السجناء من مجرد محكومين يقضون
سنواتهم بين الجدران إلى مزارعين منتجين يساهمون في دعم الأمن الغذائي للبلاد.
بموجب هذا المشروع، يصبح عمل السجين
في المزارع فرصة حقيقية لتقليص مدة العقوبة مقابل جهده وإنتاجيته، وهو ما يفتح
أمامه باب الأمل لإعادة الاندماج في المجتمع بروح جديدة ومسار مختلف.
هذا التوجه الإصلاحي يقوم على مبدأ أن
العقوبة ليست سجنا فقط، بل هي أيضا فرصة للتأهيل وبناء الذات، حيث يحصل السجين على
مهارات عملية تعزز استقلاليته بعد الإفراج عنه، وتعيد تشكيل علاقته بالمجتمع
باعتباره عنصرا فاعلا لا عبئا.
وبذلك تتحول الزنازين من أماكن للعقاب
السلبي إلى فضاءات للإنتاج والإصلاح، في رؤية غير تقليدية تكسر النماذج السائدة.
الخطوة لاقت ترحيبا واسعا في الداخل
واعتُبرت نموذجا يمكن أن تلهم دولا أخرى في إفريقيا والعالم، حيث يلتقي الإصلاح
الجنائي مع التنمية الزراعية في مشروع واحد، يرسم ملامح مستقبل مختلف لإدارة
السجون.
إنها رؤية ثاقبة تجعل من السجين أداة
بناء للوطن، وتؤسس لمفهوم جديد للعدالة يعيد الاعتبار للإنسان حتى في لحظة ضعفه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك