إثيوبيا تشعل الجدل بافتتاح سد النهضة ودموع آبي أحمد تشعل الأسئلة من القاهرة إلى الخرطوم

إثيوبيا تشعل الجدل بافتتاح سد النهضة ودموع آبي أحمد تشعل الأسئلة من القاهرة إلى الخرطوم
دولية / الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 - 20:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي منذ صباح اليوم بعد إعلان إثيوبيا رسمياً افتتاح سد النهضة، أكبر مشروع مائي لتوليد الكهرباء في تاريخها، وهو الحدث الذي وضع مجدداً مصر والسودان أمام معادلة صعبة، خاصة في ظل غياب اتفاق ملزم ينظم عملية التشغيل.

المشهد الذي طغى على الاحتفال كان دموع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي ظهر متأثراً بشدة وهو يعلن الانتصار الوطني الذي يعتبره الكثيرون في بلاده رمزاً للسيادة، وهو ما أثار سيلاً من التعليقات والانقسامات في الرأي العام العربي والإفريقي.

في القاهرة والخرطوم، لم يمر الاحتفال مرور الكرام، حيث وصفت بعض الصحف المصرية الخطوة بأنها استفزاز سياسي وإشارة واضحة لتجاهل المخاوف المصرية والسودانية بشأن الأمن المائي، في وقت ظل فيه الملف عالقاً على طاولة المفاوضات سنوات طويلة.

مدونون وناشطون اعتبروا أن خيارات مصر والسودان باتت محدودة للغاية، مؤكدين أن إثيوبيا فرضت الأمر الواقع، فيما انتقدوا الأداء الدبلوماسي للقاهرة والخرطوم، الذي لم ينجح – وفق تعبيرهم – في انتزاع ضمانات عملية لآلية ملء وتشغيل السد.

طرح آخرون روايات تاريخية مثيرة، مؤكدين أن فكرة بناء سد على النيل الأزرق كانت مطروحة منذ خمسينيات القرن الماضي بدعم من مكاتب أميركية متخصصة، وأن الهدف الحقيقي كان تقليص تأثير السد العالي وتعريض الأمن المائي المصري لضغوط خطيرة.

على الجانب الإثيوبي، اعتُبر السد مشروعاً سيادياً قبل أن يكون اقتصادياً، إذ يراه المواطنون تجسيداً لاستقلال القرار الوطني وقدرتهم على تجاوز التحديات رغم الضغوط الخارجية. وبالنسبة لهم، اكتمال المشروع يمثل نصراً سياسياً بقدر ما هو إنجاز هندسي.

رغم ذلك، هناك من يشير إلى أن حصة مصر من مياه النيل لم تتأثر حتى الآن بشكل ملحوظ، وأن القاهرة لا تعارض من حيث المبدأ حق إثيوبيا في التنمية وتوليد الكهرباء، بل تتمسك فقط بضرورة وجود اتفاق واضح يحدد قواعد التشغيل خاصة في فترات الجفاف.

النقطة الأكثر حساسية تكمن في آليات إدارة المخزون المائي في أوقات الشح المطري، حيث تصر مصر على أن تلتزم إثيوبيا بضخ كميات إضافية من المياه من خلف السد، بينما ترى أديس أبابا أن مرور ما تجلبه الأمطار يكفي، وهو ما تعتبره القاهرة تهديداً مباشراً لأمنها المائي.

ويُذكر أن سد النهضة الإثيوبي الكبير يقع على النيل الأزرق في إقليم بني شنقول/قماز، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً فقط من الحدود مع السودان، وهو الموقع الذي يمنحه ثقلاً جيوسياسياً بالغ الخطورة ويجعل كل خطوة في تشغيله موضع ترقب إقليمي ودولي.

وبين دموع آبي أحمد في أديس أبابا، وغضب الشارع المصري والسوداني، يقف سد النهضة اليوم كرمزٍ مزدوج: طموح إثيوبي ضخم في التنمية، ومصدر قلق لا ينطفئ لدول المصب التي ترى فيه تهديداً استراتيجياً لمستقبلها المائي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك