“الحلم الأمريكي” في مهب التأجيلات وتأخر مقابلات الفيزا يؤرق الشباب المغاربة

“الحلم الأمريكي” في مهب التأجيلات وتأخر مقابلات الفيزا يؤرق الشباب المغاربة
دولية / الاثنين 28 يوليو 2025 - 20:38 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

بالنسبة للعديد من الشباب المغاربة، تمثل "الفيزا الأمريكية" – وخاصة ضمن برنامج القرعة – بوابة نحو مستقبل واعد، يحمل فرصًا للعمل، والدراسة، وتحسين ظروف العيش.

لكن في الآونة الأخيرة، تحول هذا الحلم إلى كابوس حقيقي بفعل تأخر مواعيد المقابلات القنصلية، ما يهدد الآلاف بفقدان فرصة العمر.

انتظار مرير.. ومواعيد لا تأتي

منذ الإعلان عن نتائج قرعة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2025، تعيش شريحة واسعة من الفائزين المغاربة حالة من الترقب والقلق، إذ لم يتلق العديد منهم أي استدعاء للمقابلة إلى حدود منتصف يوليوز، في وقت تقترب فيه المهلة القانونية للبرنامج من نهايتها في 30 شتنبر المقبل.

ويقول يوسف، شاب من الدار البيضاء فاز بالقرعة، "قلبي كيتقطع كل نهار كنشيك على الموقع وما لقيت والو.. الوقت كيدوز والفرصة كتبعد". مثل يوسف، هناك المئات من الفائزين الذين يراقبون بوابة الموقع الرسمي دون جدوى.

الرباط والدار البيضاء.. قنصليتان تحت الضغط؟

يُرجع بعض المتابعين هذا التأخر إلى الضغط الكبير على القنصليتين الأمريكيتين في الرباط والدار البيضاء، بسبب تراكم الملفات، وقلة الموظفين، إلى جانب أولويات تتعلق بملفات الهجرة العائلية والطلابية، ما يجعل فئة الفائزين بقرعة التنوع في مرتبة متأخرة.

كما تحدثت مصادر عن إجراءات أمنية إضافية تم فرضها هذا العام، وربطت بين تأخر المواعيد والظروف الجيوسياسية، ووجود تدقيقات إضافية في ملفات الشباب الذكور من شمال إفريقيا.

نفس السيناريو تكرر سابقا.. والنتائج كانت كارثية

ليست هذه المرة الأولى التي يُحرم فيها المغاربة من فرصتهم في "الحلم الأمريكي"، فقد سبق أن عاش الفائزون بقرعة سنوات 2020 و2021 نفس المصير، حيث ألغيت مقابلاتهم بسبب جائحة كوفيد-19، وأغلقت القنصليات أبوابها دون تقديم حلول.

ورغم رفع الإجراءات الوبائية، لم يتم تعويض هؤلاء المتضررين، ما خلق حالة من فقدان الثقة في البرنامج الأمريكي، خاصة في صفوف الشباب الحالمين بالهجرة الشرعية.

الخوف من انتهاء المهلة القانونية

يُعد يوم 30 شتنبر تاريخًا مفصليًا في مصير الفائزين بقرعة 2025، لأنه بموجب قانون الهجرة الأمريكي، تنتهي صلاحية تأشيرات الهجرة الخاصة بتلك السنة في هذا التاريخ، ويُعتبر كل فائز لم يجرِ مقابلته قبل هذا الموعد، فاقدًا لحقه نهائيًا، بغض النظر عن السبب.

وهذا ما يزيد من الضغط النفسي على المترشحين، الذين باتوا ينظمون أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل المطالبة بتدخل رسمي مغربي أو الضغط على السفارة الأمريكية لتسريع المواعيد.

أصوات تطالب بتدخل وزارة الخارجية المغربية

في ظل الصمت الرسمي، يرتفع منسوب الاستياء في صفوف الفائزين، حيث يطالب العديد منهم وزارة الخارجية المغربية بالتدخل العاجل لدى السلطات الأمريكية لتوضيح أسباب التأخر، والعمل على تخصيص موارد إضافية لتسريع وتيرة المقابلات.

كما طالبت أصوات أخرى بإتاحة مقابلات افتراضية أو تسهيل انتقال المترشحين إلى قنصليات أمريكية في دول أخرى (مثل إسبانيا أو فرنسا) في حال وجود ازدحام بالمغرب.

مخاطر اجتماعية ونفسية: الحلم يتحول إلى إحباط جماعي

لا تقتصر انعكاسات هذا التأخر على الجانب الإداري فقط، بل له تبعات اجتماعية ونفسية خطيرة. فكثير من الفائزين جمدوا مشاريعهم، واستقالوا من وظائفهم، أو امتنعوا عن التسجيل في الجامعات، استعدادًا للسفر إلى الولايات المتحدة. تأجيل المقابلات يجعلهم في وضع انتظار قاتل، بين وطن يضيق بأحلامهم، وأفق يبدو بعيد المنال.

هل يُنقذ الزمن ما تبقى من الحلم؟

مع اقتراب الموعد النهائي، يبقى الأمل معلقًا على تحرك سريع من القنصلية الأمريكية بالمغرب، وتنسيق مع الجهات الرسمية المغربية لضمان عدم تكرار المأساة. فحياة آلاف الشباب باتت مرهونة بإيميل، أو مكالمة هاتفية، أو موعد مقابلة.. قد لا يأتي أبدًا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك