عبّارة الذل في ميناء "سيت" بفرنسيا..أسر مغربية محتجزة والتذاكر لا تشفع

عبّارة الذل في ميناء "سيت" بفرنسيا..أسر مغربية محتجزة والتذاكر لا تشفع
دولية / السبت 26 يوليو 2025 - 15:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

في مشهد يهزّ الضمير الإنساني، تعاني عشرات الأسر المغربية المقيمة بالخارج من احتجاز غير مبرر بميناء "سيت" الفرنسي، بعدما مُنعت من صعود العبارة المتجهة نحو ميناء الناظور، رغم حيازتها لتذاكر سفر مسبقة الدفع وبأسعار باهظة. هذا الرفض المهين جاء تحت ذريعة “اكتمال الطاقة الاستيعابية”، في استهتار صارخ بحقوق المسافرين وكرامتهم، دون تقديم بدائل أو حتى توضيحات رسمية مقنعة.

العائلات القادمة من مختلف أرجاء أوروبا اصطدمت بواقع مرير في هذا الميناء البعيد جنوب فرنسا، حيث فُرض عليها قضاء ساعات طويلة في ظروف إنسانية صعبة، دون مأوى أو مرافق كافية، في انتظار "الفرج" من شركات نقل تفتقر لأدنى معايير الاحتراف. مشهد يدفع للتساؤل عن الدور الحقيقي للسلطات المغربية القنصلية والملاحية، التي تكتفي بالمشاهدة في الوقت الذي يُهدر فيه كرامة مغاربة العالم.

ويُعيد هذا الوضع للأذهان الوعود التي أطلقتها الحكومة خلال فترة الجائحة بشأن اقتناء عبارات صينية جديدة لتحديث الأسطول الوطني، وخلق بدائل فعلية للمغاربة بالخارج، إلا أن هذه الوعود تحولت كعادتها إلى حبر على ورق. وفي الوقت نفسه، يتواصل تآكل الشركة الوطنية للنقل البحري، التي تحولت من رمز سيادي إلى ذكرى حزينة، بعدما سُحبت منها أبرز مهامها لصالح لوبيات بحرية خاصة تستغل الظرف دون محاسبة.

المفارقة المؤلمة أن السفينة “مراكش”، التي احتضنت الملك الراحل الحسن الثاني خلال قمة الجزائر سنة 1969، تحولت اليوم إلى خردة بحرية، بعدما كانت عنوان السيادة والعزة الوطنية. كل هذا في ظل صمت رسمي يشي بنوع من التواطؤ أو العجز المزمن، في مواجهة مافيا بحرية لا ترى في مغاربة المهجر سوى فريسة موسمية تدرّ الأرباح في موسم الصيف.

وإذا استمرت الجهات المسؤولة على هذا النهج من التراخي واللامبالاة، فإن الرسالة التي تصل إلى الجالية واضحة: أنتم آخر اهتمامات الوطن. وهذا التوجه الكارثي لا يهدد فقط الروابط العاطفية مع الوطن الأم، بل يضع مستقبل التحويلات المالية السنوية، التي تشكل عصب الاقتصاد الوطني، على المحك. إنقاذ ماء الوجه يبدأ بتحرك رسمي حازم... قبل أن يفوت الأوان.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك