أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في بلد أنهكه الفساد لسنوات، لم ينتظر
براهيم تراوري طوابير التملق السياسي ولا موائد التوافق العقيم، بل دخل المشهد
كقائد شاب يرفع شعار "لا حصانة للناهبين"، ويحوّل محاربة الفساد من وعود
انتخابية إلى معارك يومية تُخاض بالمراسيم، بالإقالات، وبمحاكمات لا ترحم
المتورطين.
تراوري لم يكتف بالتشخيص، بل أطلق
سيلًا من الإجراءات الصادمة، من بينها حظر فتح حسابات خارجية للمسؤولين، وتجريم أي
تلاعب بالمال العام، وإنشاء هيئة مستقلة تفتح ملفات الفساد دون إذن أو تردد. في
عهده، سقطت رؤوس كبيرة، صودرت ممتلكات، وضُربت شبكات داخل وزارات كانت تُعتبر
خطوطًا حمراء مثل الجمارك والتعدين والعمل الإنساني.
اليوم، يُنظر إلى براهيم تراوري كأول
رئيس في تاريخ بوركينا فاسو لم يُجامل المنظومة بل واجهها، لم يسكت عن اللصوص بل
طاردهم حتى داخل مكاتبهم الفخمة. الرجل لم يعد فقط رئيسًا لدولة... بل رمزًا
لتحوّل جذري يُعيد للدولة معناها، وللشعب ثقته، وللمال العام حرمته.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك