صفقة على الحافة..إيران والغرب بين شبح القنبلة ووعود التفاهم النووي

صفقة على الحافة..إيران والغرب بين شبح القنبلة ووعود التفاهم النووي
دولية / الجمعة 30 مايو 2025 - 15:04 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

في خضمّ تزايد الحديث عن اتفاق وشيك بين طهران وواشنطن، خرج نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي بتصريحات حملت مزيجاً من التحفظ والتفاؤل، مؤكداً جدية إيران في التوصل إلى حل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن ما يُتداول في واشنطن حول قرب التوصل لاتفاق نهائي لا يزال غير مؤكد، مشيراً إلى أن أي اتفاق لن يكون ذا جدوى ما لم يشمل رفعاً كاملاً للعقوبات، وضماناً للحقوق النووية الإيرانية، وعلى رأسها أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وبينما لم يُحدد بعد موعد الجولة السادسة من المفاوضات النووية، فإن كافة المؤشرات تلمّح إلى أنها ستكون جولة مصيرية. فقد نقلت شبكة CNN عن مصادر في البيت الأبيض أن اتفاقاً أولياً بات قريباً، يتضمن مبادئ مبدئية قد تمهد الطريق لتفاهم أكبر. ومن بين النقاط المطروحة، احتمال وجود استثمار أمريكي في البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب عقد اجتماعات لاحقة لمناقشة الجوانب الفنية والتفصيلية.

واحدة من أبرز البنود التي تم تداولها في التسريبات تتعلق بإمكانية وجود مفتشين أمريكيين داخل المنشآت النووية الإيرانية، خطوة من شأنها أن تعزز الشفافية الدولية، لكنها تطرح أيضاً تساؤلات حول السيادة الإيرانية ومدى قبول طهران بذلك. في السياق ذاته، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاق بات قريباً، بل وذهب إلى حد القول إنه "قد يفاجئ البعض".

لكن على الطرف المقابل، أكدت الخارجية الإيرانية أن الأمور لم تصل بعد إلى هذا الحد من التفاهم. فعلى الرغم من عقد خمس جولات تفاوضية، لا تزال بعض المقترحات مثار جدل، من بينها إشراف خليجي محتمل على منشآت نووية إيرانية، أو تحويل بعض تلك المنشآت إلى مراكز أبحاث مدنية، أو تجميد التخصيب مؤقتاً مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات وضمانات أمريكية بعدم التدخل أو العودة إلى التصعيد.

ويبدو أن أي اتفاق مرتقب لن يقتصر على الجوانب النووية فقط، بل سيتوسع ليشمل أيضاً البرنامج الصاروخي الإيراني، ونفوذ طهران في المنطقة، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من قبل بعض العواصم الغربية والخليجية. فرغم الأجواء التي تبدو إيجابية من الخارج، إلا أن خلافات عميقة لا تزال قائمة حول نسب التخصيب المسموح بها، ومواقع الأنشطة النووية، وآليات التحقق من التزام إيران، ما يطرح فرضيات حول احتمال اللجوء إلى اتفاقات مرحلية أو تفاهمات محدودة بدلاً من اتفاق شامل.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك