أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
تبلغ قاعدة العديد الجوية جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة مكانة استراتيجية خاصة، إذ تُعدّ أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وتضم مقر القوة الجوية المركزية (CENTCOM)، وتستقبل نحو 8 إلى 10 آلاف من العسكريين الأميركيين والعرب.
وفي الساعات القليلة الماضية، لاحظ مسؤولون وعسكريون أميركيون حالة “استنفار قُسوى” داخل القاعدة، خصوصا بعد الإعتداء الإسرائلي على إيران.
الأمر ترافق مع انتشار لوحدات من القوات الخاصة ومصفحات وآليات مراقبة متقدمة، ما أثار استنتاجات بأنَّ هناك استعداداً جاداً لتحرك عسكري إقليمي، سواء كان للردع أو إجراء عمليات استباقية، ضد إيران.
سياق التهديدات الإقليمية
التوتر الحالي يتداخل مع مشهد أوسع من التصعيد الأمني في المنطقة؛ يتمثل في:
زيادة الهجمات الإيرانية أو المنسوبة لحلفاء لها (منذ تصاعد المواجهات مع إسرائيل)
عمليات محتملة ضد ميليشيات الحوثي في اليمن، التي نُفذت عبر القاعدة .
استعدادات عسكرية أميركية لتعزيز الردع الجوي ضد الهجمات بطائرات الدرونز أو الصواريخ، خاصة من إيران أو حلفائها.
هذه العوامل دفعت القاعدة لوضع قوات الردع الجوي في حالة تأهب، وتفعيل منظومات مثل “Task Force 99” لمواجهة التحديات الجوية والمحمولة.
شراكة قطر-أميركا..علاقات عميقة تحت الضغط
تمتد العلاقة بين قطر والولايات المتحدة عبر عقود، وتظهر جلياً في:
تمديد الاتفاقية الأميركية لتشغيل القاعدة لعشر سنوات إضافية في 2024، بمساهمة قطرية بنحو 650 مليون دولار سنوياً في التسهيلات والمرافق .
الإعلان عن استثمار قطري إضافي بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير مزيد من البنية التحتية الأمنية والعسكرية، خلال زيارة ترامب في مايو 2025 .
تأكيد الدوحة بأنها لن تسمح باستخدام القاعدة لتنفيذ ضربات هجومية ضد دول جارة، حفاظاً على سيادتها.
لماذا تم استناد الاستنفار؟
الغاية من هذا المستوى المرتفع من الجاهزية تتعدد دوافعه:
الدافع التفسير
ردع إقليمي الحفاظ على صلابة الردع ضد أي تهديد جوي، خاصة من إيران أو الحوثيين.
مرونة العمليات القاعدة تُعد شبكة انطلاق لعمليات إفتراضية سريعة في العراق، سوريا، واليمن.
تعزيز الأمن الذاتي حماية القاعدة ومحيطها من تصعيد محتمل بوسائل هجومية غير تقليدية كالهجمات بطائرات الدرونز الإيرانية
إشارة سياسية ترجمة للاستثمار القطري والأميركي في ترسيخ العلاقة الاستراتيجية وتأكيد الثقة المتبادَلة.
ماذا يعني هذا للمشهد الإقليمي؟
ضمان استقرار المقرة الأميركية: وجود قوى عسكرية في حالة تأهب يؤمن استمرارية العمليات إذا ما تصاعدت الأزمات.
رفع نبرة الردع: تحذير للمساس بقاعدة عديدة، مع إحراج محتمل لأي طرف يفكر في ضربها.
ضوء أخضر لاتجاهات أخرى: استمرار الاستثمار القطري–الأميركي يعني أن القاعدة ستبقى مركز قرار ضاغط في أي سيناريو إقليمي.
في الختام: هل سيُرفع منسوب التصعيد؟
حتى الآن، لم يصدر أي تحذير رسمي أمريكي أو قطري حول الغلق أو الإخلاء العاجل للقاعدة، لكن تنامي نبرة الاستنفار يعكس يقظة أمنية متزايدة.
ففي ظل مأزق الملف الإيراني–الإسرائيلي ومستقبل شبه مفتوح لتصعيدات صغيرة الحجم، ستظل قاعدة العديد "قفاز الردع" الأكثر جهوزية في المنطقة.
وسواء تم استغلال هذه الحالة كأداة استراتيجية للردع أو كأساس لانطلاق عمليات محددة، سيبقى تأثير هذه التركيبة العسكرية–الدبلوماسية واضحاً على أزمات الشرق الأوسط الجيوسياسية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك