نار الحريق تكشف جمر العداء.. بولندا تغلق قنصلية روسيا وموسكو تهدد بالرد

نار الحريق تكشف جمر العداء.. بولندا تغلق قنصلية روسيا وموسكو تهدد بالرد
دولية / الثلاثاء 13 مايو 2025 - 11:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي

أعادت أزمة دبلوماسية جديدة إشعال فتيل التوتر بين موسكو ووارسو، بعدما أعلنت الحكومة البولندية قرارها إغلاق القنصلية الروسية في كراكوف، متهمة موسكو بالوقوف وراء الحريق الذي دمّر مركز "ماريفيلسكا" التجاري بوارسو العام الماضي. اتهام فجّ فجّر غضب الكرملين، الذي توعّد برد حازم على ما وصفه بـ"الاستفزاز العدائي".

في تعليق سريع، وصف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قرار بولندا بأنه "خطوة معادية وغير مبررة"، مشدداً على أن "ادعاءات وارسو بشأن ضلوع روسيا في الحريق لا تستند إلى أي دليل واقعي، بل تعبّر عن رغبة مستمرة في التصعيد وتدمير ما تبقى من العلاقات الثنائية المتدهورة أصلاً".

من جهتها، وجهت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اتهامات لبولندا بـ"السير في اتجاه عدائي متهور"، معتبرة أن وارسو تتخذ قراراتها وفق أجندة معادية لمصالح شعبها، وأكدت أن روسيا "لن تترك هذه الخطوة دون رد"، وأن إجراءات مضادة "ستُتخذ في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب".

الجانب البولندي، من جانبه، بدا مصمّماً على التصعيد، حيث أعلن وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي أن القرار يأتي "استناداً إلى أدلة استخباراتية" تشير إلى أن الحريق الذي اندلع في مايو 2024 كان بفعل "عملية تخريبية نفذها عملاء الاستخبارات الروسية". وأضاف سيكورسكي أن بلاده لن تتهاون في "حماية سيادتها من الأعمال العدائية".

تعليقات رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك لم تكن أقل صراحة، إذ أكد أن السلطات باتت "متأكدة بشكل قاطع" من أن جهاز المخابرات الروسي هو من دبّر عملية إشعال النيران، ما يعني أن الاتهام البولندي بات يأخذ طابعاً رسمياً وعلنياً، يزيد من احتمال انزلاق العلاقات إلى مزيد من القطيعة.

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تتهم بولندا جارتها الشرقية بشن حرب خفية ضدها من خلال أعمال تخريب واختراقات أمنية، وهي اتهامات تكررت في عدة مناسبات، ورافقتها اعتقالات ومحاكمات لمتهمين بالتجسس والعمل لصالح موسكو. وبينما تحترق جسور الدبلوماسية، تبقى الكلمة الفصل لصراع النفوذ والمخابرات.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك