أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
تشهد إسرائيل منذ أيام موجة غير
مسبوقة من الحرائق التي اندلعت في مناطق مختلفة، خصوصاً في محيط الغابات والأحراش
الطبيعية وبعض المستوطنات القريبة من القدس وتل أبيب. النيران المشتعلة أتت على
مساحات شاسعة من الأراضي، وسط حالة من الذعر في صفوف السكان، وإجلاء العشرات من
العائلات تحت غطاء أمني مشدد.
فرق الإطفاء، رغم تعزيزها بوحدات جوية وأرضية، ما زالت عاجزة عن السيطرة على الوضع الذي يزداد تفاقماً بفعل الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة.
في عدد من المناطق، شوهدت ألسنة اللهب
تقترب من المنازل والمباني العامة، فيما وثقت مقاطع مصورة لحظات فرار السكان وهم
يحملون أطفالهم تحت سحب كثيفة من الدخان الأسود. بعض وسائل الإعلام العبرية لم تخف
قلقها من سيناريوهات أكثر خطورة، في حال انتقلت النيران إلى مناطق استراتيجية أو
اقتربت من منشآت حيوية، وهو ما دفع السلطات إلى رفع حالة التأهب القصوى وتعليق عدد
من الأنشطة الرسمية.
المثير في هذه الكارثة أن التحقيقات
الأولية لم تستبعد فرضية “الإشعال المتعمد” في بعض البؤر الأولى للحرائق، وسط
اتهامات متبادلة بين الأجهزة الأمنية حول تقصير في المراقبة المبكرة والتدخل
الفوري.
كما أظهرت الأزمة هشاشة منظومة
الاستجابة السريعة في إسرائيل، رغم ما يروج له إعلامياً من استعدادات وتكنولوجيا
متطورة.
وتأتي هذه الحرائق في وقت تعيش فيه
إسرائيل توتراً داخلياً غير مسبوق، سواء من ناحية الاحتجاجات الشعبية أو
الانقسامات السياسية، ما جعل كارثة النيران المشتعلة تتجاوز بعدها البيئي لتتحول
إلى مرآة كاشفة عن عمق الأزمة التي تعصف بدولة لم تعد قادرة حتى على إخماد حريق في
بيتها الداخلي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك