أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
في تطور خطير ينذر بتصعيد جديد في
التوتر الفرنسي الروسي، وجّه قصر الإليزيه اتهامات صريحة إلى موسكو بتنفيذ هجمات
سيبرانية استهدفت مؤسسات وفعاليات حيوية داخل التراب الفرنسي، في خطوة اعتبرتها
باريس إعلاناً غير مباشر لحرب من نوع جديد تقودها الاستخبارات الروسية ضد الخصوم
الغربيين.
وحسب مصادر رفيعة، فإن السلطات
الفرنسية استجمعت معطيات استخباراتية دقيقة حول هذه الهجمات، تؤكد ضلوع الكرملين
في توجيهها، وهو ما دفع باريس إلى التحضير لرد مباشر، يحمل طابعاً سياسياً
وتكنولوجياً وأمنياً، في سياق اصطفافها الحازم إلى جانب الحلف الأطلسي والولايات
المتحدة في الملف الأوكراني، الذي بات يشكل بؤرة الصدام الكبرى بين الشرق والغرب.
فرنسا التي لم تخفِ طموحاتها
الإمبريالية التاريخية في التوسع والنفوذ، تجد نفسها اليوم في موقع من يريد أن
يحصد أرباح الحرب كما كان يقتنص ثروات الشعوب سابقاً، فالمعركة الأوكرانية بالنسبة
لها ليست فقط مبدئية أو سياسية، بل أيضاً اقتصادية، حيث لن تتنازل عن دعمها لكييف
إلا بعد أن تضمن موقعها داخل المعادلة الجيوسياسية المقبلة لما بعد الحرب.
ورغم محاولات الإليزيه إظهار نفسه
كمدافع عن الديمقراطية، إلا أن خلف الكواليس تدور حسابات دقيقة تتعلق بالنفوذ،
وإعادة رسم خارطة الهيمنة داخل أوروبا الشرقية، وهو ما يجعل من فرنسا طرفاً
متورطاً لا مجرد وسيط نزيه، خاصة وأنها قدمت لأوكرانيا دعماً مالياً وعسكرياً
ضخماً، تأمل أن تستثمره سياسياً مستقبلاً.
ومع تصاعد التهديدات السيبرانية وتبادل
الرسائل الخفية بين موسكو وباريس، يبدو أن المشهد الدولي يتجه نحو مرحلة أكثر
احتداماً، يكون فيها الفضاء الرقمي ساحة معركة، والمعلومات سلاحاً قاتلاً، والدول
مجرد بيادق في رقعة شطرنج تتقن موسكو وباريس لعبها بطريقتها الخاصة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك