أنتلجنسيا المغرب / حمان ميقاتي
نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية
سلسلة من الغارات الليلية استهدفت مناطق في جنوب العاصمة السورية دمشق وريف درعا،
في تصعيد عسكري يحمل دلالات سياسية وأمنية واضحة، هذا الهجوم جاء بمثابة رسالة
قوية من القيادة الإسرائيلية، تزامنًا مع اختتام ملتقى الحوار الوطني السوري الذي
شهد مواقف رافضة للوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية، مما يجعل توقيت الضربات ذا
مغزى خاص.
الجيش الإسرائيلي أعلن أن الأهداف
التي تم قصفها شملت مراكز قيادة ومواقع عسكرية تحتوي على أسلحة، في خطوة اعتبرها
مراقبون تأكيدًا على استراتيجية تل أبيب في توجيه الضربات الاستباقية، خصوصًا في
المناطق الجنوبية لسوريا، التي تشكل محورًا رئيسيًا في المعادلة الأمنية الإقليمية.
الغارات جاءت بعد ساعات من صدور
البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي دان "التوغلات الإسرائيلية
في الأراضي السورية"، وطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط، كما رفض البيان
التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول الجنوب السوري، معتبرًا إياها تدخلًا غير مقبول
في الشأن الداخلي للبلاد.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس
خرج بعد الضربة العسكرية بتصريحات تصعيدية، مؤكدًا أن تل أبيب لن تسمح بتحول
الجنوب السوري إلى "جنوب لبنان جديد"، في إشارة إلى رغبة إسرائيل في منع
أي وجود عسكري معادٍ بالقرب من حدودها، هذه التصريحات تزامنت مع مطالبة رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو قبل أيام بـ"نزع السلاح الكامل" من جنوب سوريا،
مما يعكس سياسة إسرائيل المستمرة في استهداف أي نفوذ عسكري تعتبره تهديدًا
لمصالحها الأمنية.
في ظل هذا التصعيد، تبرز التساؤلات
حول تداعيات الغارات الأخيرة، وما إذا كانت ستبقى في إطار الرسائل العسكرية
المحدودة أم أنها مقدمة لمرحلة أكثر سخونة في المشهد السوري.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك