أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
تقترب ساعة الصفر من إنذار ترامب
الجمركي، إذ لم يتبقَ سوى يومين على انتهاء "هدنة الإذلال" التي فرضها
على عشرات الدول، ملوّحًا برسوم تصل إلى 70% على آلاف المنتجات، في حين تقف أوروبا
المرتبكة على أعتاب العاصفة، تتوالى الضغوط والابتزازات باسم "التجارة
الحرة" التي صارت تعني شيئًا واحدًا: الخضوع للإملاءات الأمريكية.
منذ 2 أبريل، أطلق ترامب رشقة جمركية
أحادية الجانب، مستهدفًا دولًا بأكملها بلا مشاورات ولا كونغرس، ورافعًا شعاره
الصارم: إما التوقيع على شروطنا أو تلقي العقوبة.
وحدها فيتنام وبريطانيا رضختا، فيما
تترنح بقية الدول على شفير الكارثة الجمركية القادمة، حيث الزراعة والصلب
والسيارات ستكون أول الضحايا، وأوروبا تُساق صامتة نحو مذبح الهيمنة الاقتصادية.
ليست هذه حرب رسوم، بل هي معركة سيادة
بامتياز، فالبيت الأبيض لا يفاوض بل يبتز، ولا يحمي تجارته بل يفرض وصايته،
مستغلًا هشاشة النظام النيوليبرالي الذي جعل من التجارة قيدًا للشعوب بدل أن يكون
وسيلة تنمية، اليوم، لم يعد الحياد خيارًا، بل مقاومة الاستعباد الاقتصادي هي
معركة الشعوب لأجل الكرامة والسيادة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك