بقلم:ادريس الكنبوري
وصلني هذا الصباح بيان وقعته 24 جمعية ومنظمة حقوقية من دول المغرب العربي ومصر وفرنسا والأردن وسوريا ومفتوح للتوقيعات، حول الأوضاع في سوريا، يتهم النظام الجديد بالاختطاف والاعتقال والقتل ويطالب بالعدالة الانتقالية.
لكن ما فاجأني هو تكرار عبارة"سلطة الأمر الواقع" في البيان أكثر من مرة في الإشارة إلى النظام الجديد في سوريا، كما لو أن السلطة في سوريا جاءت بانقلاب عسكري أو انقلاب أبيض داخل قصر الشعب ولم تكن ثمرة ثورة شعبية دام الإعداد لها 13عاما.
كان أولى بالمنظمات الحقوقية في مصر وتونس الموقعة أن تتحدث أولا عما يجري في هذين البلدين، فهناك أكثر من سلطة أمر واقع، أما المنظمة الفرنسية فكان عليها أن تهتم بكيل الاتهامات إلى الفرنسيين بسبب تنديدهم بجرائم اصرائيل.
ومن المؤسف أن تتحول بعض جمعيات حقوق الإنسان إلى مدافع عن الشبيحة وأزلام نظام الأمر الواقع الذي دام 52 سنة دون تأييد شعبي على الإطلاق بدعوى العدالة الانتقالية، وأن تطلق على صناع الثورة تسمية سلطة الأمر الواقع وهي التي تحظى بتأييد شعبي لم تعرفه سوريا نصف قرن، كما يوضح ذلك قوافل الملايين العائدين من التهجير، فهل يوجد شعب يفر إلى سلطة الأمر الواقع؟.
التحيز الإيديولوجي أحد خصوم حقوق الإنسان، بل الخصم الأخطر، عندما تختلط الإيديولوجيا بحقوق الإنسان تموت حقوق الإنسان لتعيش الإيديولوجيا.
بعض الجمعيات الحقوقية في العالم العربي ما زالت سجينة حقوق الإنسان ولم ترتق إلى حقوق الشعوب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك