نساء ميدلت ينسجن خيوط التمكين من التراث.. والمبادرة الوطنية تصنع نهضة اجتماعية واقتصادية

نساء ميدلت ينسجن خيوط التمكين من التراث.. والمبادرة الوطنية تصنع نهضة اجتماعية واقتصادية
المرأة / الأربعاء 22 أكتوبر 2025 - 14:26 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

تشكل مواكبة النسيج التعاوني بإقليم ميدلت ركيزة أساسية ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جعلت من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني أداة فعالة لتحسين أوضاع النساء وتمكينهن من ولوج عالم الإنتاج والإبداع. ويبرز نموذج التعاونية النسوية “أنداز نوسكا” بحي إيرومليل مثالًا حيًا على هذا التحول، حيث نجحت نساء المنطقة في تحويل مهارتهن في التطريز والنسيج إلى مصدر دخل كريم واستقلال مالي متزايد.

تقول سعاد أوعزا، المسؤولة عن التعاونية والحاصلة على شهادة الحق في استعمال العلامة الوطنية للصناعة التقليدية، إن المرأة القروية تمتلك قدرات كبيرة على العطاء حين تتاح لها الفرصة. فالتعاونية استطاعت بفضل التكوين والدعم أن تجمع عشرات النساء حول هدف واحد: الحفاظ على التراث الحرفي المحلي وتحويله إلى نشاط اقتصادي منتج. وتشير سعاد إلى أن المبادرة الوطنية كانت حجر الأساس في هذا النجاح، من خلال التمويل والمواكبة وتأطير العاملات وتوفير الوسائل الحديثة لتطوير المنتوجات.

وفي فضاء التعاونية، تتعانق أصوات ماكينات الخياطة مع ضحكات النساء وهن يبدعن قطعًا تقليدية من الزرابي والنسيج اليدوي، يجتمع فيها الفن بالهوية. وتحرص سعاد على تتبع كل التفاصيل، من تكوين المستفيدات إلى تسويق المنتوجات في المعارض الجهوية والوطنية، مؤكدة أن الهدف ليس الربح فقط، بل ضمان استدامة هذا الإرث النسوي الذي يعكس عمق الثقافة المحلية ويمنح للنساء كرامة العمل والاستقلال.

من جانبه، أوضح سعيد العريبي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة ميدلت، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تراهن على إدماج النساء في التنمية عبر دعم التعاونيات وتمويل المشاريع الصغيرة، إلى جانب تحسين الخدمات الصحية والتعليمية ومكافحة الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات. وأبرز أن المقاربة المعتمدة تقوم على تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين لضمان أثر ملموس ومستدام على الساكنة.

ومنذ انطلاقها سنة 2005، تمكنت المبادرة الوطنية من تمويل أكثر من 1800 مشروع بإقليم ميدلت، موجهة أساسًا لتحسين ظروف العيش ومحاربة الهشاشة وتشجيع روح المقاولة النسائية. وبفضل هذه الدينامية، لم تعد المرأة القروية بميدلت مجرد متلقية للمساعدة، بل أصبحت فاعلًا تنمويًا حقيقيًا، تنسج بخيوط الأمل مستقبلًا أكثر عدلًا وازدهارًا.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك