سيدتي الفحوصات الطبية المبكرة سلاحكِ ضد سرطان الثدي

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

سرطان الثدي لم يعد مجرد مرض، بل أصبح معركة حقيقية تخوضها ملايين النساء في صمت، بينما تكمن المفاجأة في أن السلاح الأقوى لمواجهته لا يتطلب أكثر من زيارة طبية بسيطة وفحص مبكر قد يكون الفاصل بين الحياة والموت.

الفحص المبكر لسرطان الثدي ليس رفاهية طبية، بل ضرورة صحية ملحة ينبغي أن تكون جزءًا من روتين كل امرأة، خصوصًا بعد سن الأربعين، أو حتى قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي مع المرض. الكشف المبكر يمكن أن يغير كل شيء، إذ يرفع نسبة الشفاء إلى مستويات مذهلة تتجاوز التسعين في المئة.

كثير من السيدات يجهلن أن سرطان الثدي يمكن أن يتطور بصمت، دون ألم أو علامات واضحة، إلى أن يصبح في مراحل متقدمة يصعب علاجها. لذلك، فإن الالتزام بالفحوصات الدورية يعني الإمساك بالمرض من عنقه قبل أن ينقضّ على الجسد ويخنق الأمل.

لا يكفي أن تكوني بصحة جيدة اليوم، الأهم أن تظلي كذلك غدًا. الفحص الإشعاعي للثدي "ماموغرافي" لا يستغرق سوى دقائق، لكنه قد يضيف سنوات طويلة إلى حياتك، ويمنحك فرصة رؤية أبنائك يكبرون، وأحلامك تتحقق دون أن تقاطعها غرفة علاج كيميائي باردة.

الوعي لا يعني الخوف، بل يعني القوة. حين تقررين أن تواجهي الواقع بشجاعة، وتذهبي لإجراء فحص روتيني، فإنك تختارين أن تكوني قائدة على حياتك لا ضحية لجهل أو تهاون. قوة المرأة لا تظهر فقط في الأزمات، بل في قدرتها على تفاديها.

المجتمع يجب أن يتوقف عن جعل الحديث عن الأمراض عيبًا أو ضعفًا. سرطان الثدي لا يختار ضحاياه، لكنه يحترم من يستعد له. كلما ارتفع وعي النساء بأهمية الكشف المبكر، كلما تراجع هذا العدو في الخفاء، وخسر معاركه الواحدة تلو الأخرى.

حتى العاملات في البيوت والنساء في القرى النائية لهن الحق في الحياة والوقاية. حملات التوعية يجب ألا تقتصر على المدن أو نجمات الشاشات، بل تصل إلى كل من لا تملك الوقت أو المال للفحص. الدولة والمجتمع المدني مطالبان بتوفير سبل الكشف المجاني والشامل.

التجارب الشخصية تبرهن على أهمية الوقاية، فكم من امرأة كشفت مبكرًا عن كتلة صغيرة وتخلصت منها بجراحة بسيطة، في حين تأخرت أخرى فدفعت الثمن من صحتها، وربما من حياتها. القصة تتكرر، لكن نتيجتها ليست قدَرًا بل قرارًا.

لا تنتظري أن يبدأ الورم بالظهور كي تتحركي، فحين يظهر، يكون قد قطع شوطًا خطيرًا. احمي صدرك، احمي حياتك، وافعلي ذلك من أجلكِ أولًا، ومن أجل من يحبونكِ ويحتاجونكِ دومًا قوية، حاضرة، مبتسمة، لا طريحة فراش السرطان اللعين.

كل امرأة هي مشروع حياة. لا تتركي هذا المشروع للقدر وحده. خذي زمام المبادرة، وكوني أنتِ الطبيبة التي تراقب صحتك، والمقاتلة التي لا تترك سلاحها. الفحص المبكر ليس خيارًا... إنه وعد بالنجاة.