احذري هذا التوقيت.. فنّ اختيار اللحظة المناسبة للحديث مع الزوج يجنّبك خراب البيت

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في العلاقات الزوجية، لا يكفي ما يُقال بل متى يُقال.

فالكلمة التي تُقال في غير وقتها قد تفتح بابًا من الخلافات يصعب إغلاقه. لهذا، على الزوجة الذكية أن تتقن فنّ اختيار التوقيت المناسب للحديث مع زوجها، خصوصًا عندما يعود من العمل مرهقًا ومتعبًا جسديًا ونفسيًا.

الرجال في الغالب لا يُفصحون عن معاناتهم بسهولة، لكن عودتهم إلى البيت بعد يوم طويل يُخفي وراءه طيفًا من الضغوط، وهنا، يأتي دور الزوجة الحكيمة التي تعرف أن طرح المشاكل أو النقاشات الحساسة في هذا التوقيت هو وصفة مثالية لانفجار غير محسوب.

الساعة الأولى بعد عودته من العمل يجب أن تكون "منطقة هدوء"، تُترك له فيها مساحة لالتقاط أنفاسه، تغيير ملابسه، وربما تناول وجبة خفيفة أو الاستلقاء قليلاً، أي محاولة للكلام الجاد أو فتح ملفات قديمة في هذه المرحلة تعني ببساطة استدعاء التوتر.

التوقيت المثالي للحديث يكون بعد أن يستعيد الزوج جزءًا من طاقته، بعد العشاء مثلًا، أو خلال نزهة قصيرة في الخارج، أو حتى وقت مشاهدة التلفاز حين يكون الجو مريحًا والأعصاب هادئة. في هذه اللحظة يمكن فتح النقاشات بروح بنّاءة.

كما يُفضل للزوجة أن تختار نبرة هادئة وكلمات خالية من الاتهام. فالتوقيت المناسب دون أسلوب مناسب لا يكفي، أسلوب التواصل مهمّ بقدر أهمية اللحظة، كلما شعر الرجل بأن زوجته تتحدث معه بلطف وباحترام، كلما زاد استعداده لسماعها والتفاعل معها بإيجابية.

تجنّبي التوقيت الذي يلي مباشرة أي ضغوط مالية أو مهنية يعاني منها الزوج. عندما يكون منشغل الذهن بمشكلة ما، آخر ما يحتاجه هو مواجهة مشكلة أخرى داخل بيته. العطاء هنا يكمن في منح المساحة والانتظار حتى تهدأ العاصفة.

من المهم أن تعرف المرأة أن البيت ليس مكانًا لتفريغ الشحنات الغاضبة، بل هو ملاذ مشترك. ونجاح هذا الملاذ يعتمد على حسن التصرف، والتريّث، والتخلي عن العجلة في الحديث عن كل ما يدور في الذهن دفعة واحدة.

الزوجة الذكية لا تُراكم الحديث حتى تنفجر، ولا تُفجر الأمور في أسوأ توقيت. بل تتعامل بوعي ودهاء عاطفي يجعل منها شريكة تُحسن التقدير وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت.

وفي النهاية، ليس المهم أن تُقال الكلمات، بل أن تُقال في لحظة يكون القلب فيها مفتوحًا، والعقل جاهزًا للاستيعاب، بهذا فقط، تُبنى بيوت تدوم، وتُصان علاقات تبقى، ويُجنّب الجميع أنفسهم آلام الخلاف وسوء الفهم.