أنتلجنسيا المغرب:عبد الله البارودي
أثار توجه المغرب إلى رفع صادرات الطماطم نحو "ماما فرنسا" لإنقاذ سوقها المتأزمة موجة غضب واسعة، بعدما تزامن ذلك مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطماطم داخل المملكة، ما اعتبره كثيرون استمراراً لسياسة تقديم مصالح الخارج على حساب القدرة الشرائية للمواطن.
فمع بداية اضطراب السوق الأوروبية وارتفاع الطلب الفرنسي، سارعت الشركات المغربية المصدّرة إلى تحويل جزء كبير من الإنتاج نحو الخارج، مستفيدة من الأسعار المغرية، وهو ما قلّص العرض الداخلي ورفع الأسعار بشكل صاروخي في أسواق وطنية تعاني أصلاً هشاشة في مراقبة المضاربات والوسطاء.
ويعتبر المنتقدون أن هذا الوضع يكشف اختلالاً بنيوياً في تدبير سلاسل الإنتاج والتوزيع، إذ تتحول المنتجات الأساسية إلى سلعة للتفاوض الخارجي، بينما يبقى المواطن رهينة سوق بلا ضوابط.
كما يطرح الأمر سؤالاً قديماً جديداً: هل أولويات الدولة هي حماية السوق الوطنية أم إرضاء شركاء خارجيين مهما كان الثمن الاجتماعي؟
وفي غياب تدخل فعلي لضبط الأسعار وإعادة توجيه جزء من الإنتاج للأسواق المحلية، يخشى كثيرون أن يتحول موسم الطماطم ـ مثل غيره ـ إلى مرآة لسياسة اقتصادية تعتبر جيوب المغاربة آخر ما يستحق الالتفات إليه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك