أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
إعلان المملكة المغربية رفضها إعادة
فتح أنبوب الغاز المغاربي العابر لأراضيها شكّل رسالة سياسية حادة لا لبس فيها،
تؤكد أن السيادة الوطنية خط أحمر وأن مصالح المغرب العليا ليست موضوعًا للمساومة
أو الضغط، هذا الموقف جاء ليضع حدًا لسياسة العداء التي تنتهجها الجزائر، ويؤكد أن
المملكة لن تسمح بتحويل الطاقة إلى ورقة ابتزاز أو وسيلة نفوذ سياسي على حساب
استقرارها ومصالحها.
القرار لا يندرج في إطار ردّ فعل آني،
بل هو حلقة من استراتيجية طويلة المدى تبنيها الرباط، تُركز على تنويع مصادر
الطاقة عبر شراكات دولية موثوقة، إضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة النظيفة
والمتجددة. المغرب اختار أن يُعامل الجارة الشرقية بمنطق الندية الكاملة، في
معادلة واضحة أساسها العين بالعين، بعدما أدارت الجزائر ظهرها لكل النداءات
السابقة ولم تُظهر أي استعداد لتطبيع العلاقات أو العمل المشترك.
ويبدو أن المملكة حسمت خياراتها بعد
إدراكها أن الرهان على حسن الجوار لم يعد مجديًا، في وقت تعيش فيه الجزائر عزلة
دبلوماسية غير مسبوقة. لذلك اختار المغرب تعزيز استقلاله الطاقي، وإغلاق الباب
أمام أي محاولة لاستغلال أنبوب الغاز كورقة ضغط، ليُثبت مرة أخرى أنه يتصرف من موقع
قوة وبقرار سيادي صلب لا يتأثر بالمزايدات أو الحسابات الضيقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك