أنتلجنسيا المغرب:م.إيطاليا
في تحول جيواستراتيجي بالغ الدلالة،
وجد بنك التنمية الجديد التابع لتكتل "البريكس" نفسه لأول مرة على
الأراضي المغربية، مشاركًا في فعالية رسمية بالعاصمة الرباط، رغم أن المغرب لم
ينضم بعد رسميًا لهذه المجموعة الدولية القوية.
الحدث لم يمر مرور الكرام، بل اعتُبر
من طرف المراقبين مقدمة صريحة لانفتاح هذا النادي الاقتصادي المغلق على دولة
أظهرت، دون ضجيج، أنها باتت رقمًا صعبًا في معادلة الجنوب العالمي.
الرغبة في انضمام المغرب لم تأتِ فقط
من محللين أو مراقبين، بل جاءت هذه المرة من داخل بيت "البريكس" نفسه.
فقد عبّر "أناند كومار سريفاستافا"، رئيس العمليات في بنك التنمية
الجديد، عن استعداد التكتل لفتح الأبواب أمام الرباط، مؤكدًا أن المغرب مؤهل
للانضمام لما يتوفر عليه من مؤهلات نادرة، جمع فيها بين العمق الإفريقي والامتداد
الأطلسي، وبين توازن سياسي نادر، وقدرات صناعية متصاعدة، وشبكة علاقات دولية تمتاز
بالثبات والذكاء الاستراتيجي.
وعلى النقيض من المسار التصاعدي
للمغرب، سُجلت نكسة دبلوماسية واقتصادية للجارة الشرقية الجزائر، التي رُفض طلب
انضمامها إلى "البريكس" عدت مرات رغم الجهود المكثفة التي بذلتها.
أسباب الرفض لم تكن خافية، هشاشة في
المقاربة الاقتصادية، ارتباك دبلوماسي، وغياب ثقة شركاء التكتل في نجاعة المؤسسات
الجزائرية، هكذا، بينما يفتح المغرب أبواب المستقبل بخطى واثقة ودبلوماسية راقية،
يُغلق الباب في وجه نظام فقد البوصلة في زمن التحولات الكبرى.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك