سطات تتحول إلى منصة ذهبية معرض المنتوجات المجالية يُشعل دينامية جديدة

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

سطات لم تكن مجرد مدينة عادية بين 30 يوليوز و3 غشت، بل تحوّلت إلى مركز نابض للحياة الاقتصادية المحلية، بفضل تنظيم معرض المنتوجات المجالية الذي أطلقته اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية. هذه التظاهرة جاءت بمثابة احتفال مزدوج: عيد العرش المجيد من جهة، وإحياء الروح المقاولاتية في صفوف شباب ونساء الإقليم من جهة أخرى. أروقة المعرض، التي بلغت الأربعين، احتضنت تنوعاً لافتاً من المنتوجات الطبيعية والغذائية والتجميلية، ما منح الفضاء طابعاً استثنائياً يمزج بين الأصالة والابتكار.

المعرض لم يكن مجرد عرض للمنتجات، بل كان منصة فعلية لتلاقح الأفكار وتبادل التجارب، حيث اجتمع المقاولون الذاتيون والتعاونيات في فضاء مفتوح، هدفه ليس فقط الترويج بل التمكين الفعلي من ولوج الأسواق الوطنية. فكما أوضح رشيد حجوم، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، فإن المعرض يُجسد روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في بعدها العملي، من خلال احتضان مشاريع صاعدة ومنحها دفعة حقيقية نحو النمو والتطور.

في تصريحاته، شدد حجوم على أن مثل هذه التظاهرات تُتيح للتعاونيات فرصة غير مسبوقة لتثمين مواردها المجالية، وهو ما بدا جلياً من خلال تنوع المنتجات المعروضة، من زيوت طبيعية إلى أعشاب طبية وأشغال يدوية ذات طابع تقليدي. المعرض لم يكن فقط مناسبة للعرض، بل شكل لحظة مفصلية لمواجهة التحديات الفعلية التي تعيشها المقاولات الناشئة، والانفتاح على نماذج ناجحة تحتك بشكل مباشر مع السوق.

ومن بين هذه النماذج، تبرز تجربة مقاولة "مارسيد" للفصالة والخياطة، التي أكدت من خلال مديرها عزيز مارسيد أن دعم المبادرة الوطنية شكّل نقطة انطلاق حقيقية لتوسع نشاطها. وأوضح أن المعرض ليس فقط مكاناً للبيع، بل مساحة للإلهام، وفرصة لبناء شبكة علاقات تجارية جديدة، تسمح بترسيخ الحضور المحلي والانفتاح على آفاق وطنية.

أما تعاونية "ازرك إنو"، فقد مثّلها لحسن ويحي الذي وصف المعرض بكونه "رافعة حقيقية"، مؤكداً أن هذه المبادرات تترجم رؤية تنموية تُراهن على الاقتصاد الاجتماعي كركيزة للعدالة المجالية. فبين أروقة المعرض، تشكلت بيئة محفزة تجمع بين الطموح والإبداع، تضع سطات على خارطة المدن المغربية الرائدة في ترسيخ نموذج اقتصادي جديد، أكثر عدالة وفاعلية.