أنتلجنسيا المغرب:الدار البيضاء
رغم
الظرفيات العالمية المتقلبة، فاجأ الاقتصاد المغربي المتابعين بتحقيق قفزة نوعية
في النمو خلال الفصل الأول من سنة 2025، بنسبة بلغت 4,8 في المائة، وفق ما أعلنته
المندوبية السامية للتخطيط. هذه الوثبة القوية تؤشر على دينامية متجددة، مدفوعة
بتحسن ملحوظ في الأداء الداخلي واسترجاع الثقة في قطاعات حيوية كانت تراوح مكانها
في السابق.
الأنشطة
غير الفلاحية قادت هذا التحول، مسجلة نموا بنسبة 4,6 في المائة، بينما عاد القطاع
الفلاحي إلى الواجهة بعد سنوات من التذبذب، بتحقيقه ارتفاعا بنسبة 4,5 في المائة.
هذا التوازن بين الفلاحة والصناعة يعكس انتعاشة شاملة لا تقتصر على مجال دون آخر،
بل تشمل مختلف روافد الاقتصاد الوطني.
القطاع
الثانوي بدوره شهد تحولا لافتا، حيث سجلت أنشطة البناء والأشغال العمومية نموا بلغ
6,3 في المائة، في مؤشر على استئناف المشاريع الكبرى وانفتاح شهية الاستثمار
العمومي والخاص على حد سواء. كما عرفت الصناعات التحويلية والكهرباء والغاز والماء
تطورا إيجابيا ساهم في تقوية النسيج الاقتصادي الداخلي.
القطاع
الثالثي لم يكن خارج اللعبة، بل حقق قفزة نوعية، خصوصا في قطاع الفنادق والمطاعم
الذي تضاعف أداؤه ثلاث مرات تقريبا مقارنة بالفصل نفسه من السنة الماضية. هذا
المعطى يعكس انتعاش السياحة وعودة الحركة الاقتصادية في المدن الكبرى، ما عزز
مداخيل الدولة ومناصب الشغل بشكل غير مباشر.
ورغم التباطؤ الطفيف في بعض الأنشطة مثل
الإعلام والاتصال، إلا أن الاتجاه العام يبقى صاعدا، ويعكس تغييرا في البوصلة
الاقتصادية الوطنية. ومع تباطؤ مستوى التضخم إلى 2,1 في المائة فقط، فإن المواطن
المغربي قد يستشعر أخيرا أثراً إيجابياً في معيشه اليومي، في انتظار أن تترجم هذه
المؤشرات الرقمية إلى تحسينات ملموسة على أرض الواقع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك