أنتلجنسيا المغرب:الربان
كشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025 حول "تعزيز الانتقال الفعّال للطاقة" أن المغرب لا يزال في موقع متوسط على سلم الانتقال الطاقي العالمي، حيث احتل المرتبة 70 من أصل 120 دولة، بمجموع نقاط بلغ 53.7، أي أقل من المتوسط العالمي المقدر بـ 56.9 نقطة.
ورغم جهود المملكة في السنوات الأخيرة، فإن موقعها ضمن هذا الترتيب يسلط الضوء على تحديات هيكلية مستمرة، تعيق تسريع وتيرة التحول نحو نظام طاقي أكثر استدامة وأقل انبعاثاً.
المغرب ضمن منطقة مثقلة بالإشكاليات الطاقية
يصنف التقرير المغرب ضمن منطقة تعاني صعوبات متشابكة، أبرزها ضمان الأمن الطاقي، والعدالة في التوزيع، والتوجه نحو مصادر منخفضة الكربون. وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاء المغرب في المرتبة الخامسة خلف الإمارات والسعودية وتونس والأردن، بينما تفوق على مصر وقطر والجزائر.
هذا الترتيب يعكس جزئياً الفوارق في البنية التحتية، والقدرة على جذب الاستثمارات، وتفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
أداء جيد نسبياً واستعداد ناقص للانتقال
تُظهر المؤشرات الفرعية للتقرير أن المغرب حصل على 58.6 نقطة في مؤشر "أداء النظام"، ما يعكس تطوراً ملموساً في دمج مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً الشمسية والريحية، ضمن مزيجه الطاقي.
في المقابل، سجل مؤشر "جاهزية الانتقال" 46.4 نقطة فقط، ما يكشف استمرار مشاكل تتعلق بضعف الإطار المؤسساتي، التمويل، وتأهيل البنية التحتية، وهي عناصر حاسمة لأي تحول طاقي ناجح.
تحولات عالمية تضغط على النموذج المغربي
أكد التقرير أن الانتقال الطاقي لم يعد مجرد تحول بيئي، بل أصبح ركيزة مركزية في إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، في ظل تسارع الابتكار التكنولوجي وتفاقم المخاطر المناخية. وشدد على أن تحقيق نظام طاقي آمن ومرن ومنخفض الانبعاثات، يتطلب استراتيجيات تنفيذ قوية وشراكات فعالة، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية وتراجع التعاون الدولي.
تجارب دولية ناجحة تقود السباق
في الترتيب العالمي، تصدرت السويد القائمة بـ 77.0 نقطة، متبوعة بـ فنلندا، الدنمارك، النرويج وسويسرا، وكلها دول تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة، وتملك سياسات واضحة للحد من الانبعاثات.
كما سجلت دول كبرى مثل ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة مراكز متقدمة، في حين حلت الصين في المركز 12، بفضل استثمارات ضخمة في الطاقة النظيفة، خاصة الشمسية والريحية.
طموحات مغربية تصطدم بواقع التنفيذ
رغم أن المغرب اعتمد استراتيجية طاقية طموحة تهدف إلى تأمين أكثر من 52% من حاجياته الكهربائية من مصادر متجددة بحلول 2030، إلا أن التقرير يشير إلى أن التحدي الحقيقي لم يعد في وضع الأهداف، بل في تنفيذها على أرض الواقع.
ويحذر التقرير من غياب خارطة طريق واضحة لتقليص الانبعاثات من مصادر الطاقة التقليدية، داعياً إلى مأسسة آليات تمويل مبتكرة، وتطوير شراكات قوية مع القطاع الخاص، وتحسين الإطار التشريعي والمؤسساتي.
توصيات حاسمة من المنتدى الاقتصادي العالمي
ختم التقرير بتوصية جوهرية تدعو المغرب إلى الانتقال من إعلان الاستراتيجيات إلى التنفيذ الفعلي، من خلال إطلاق مشاريع قابلة للقياس والتقييم، وتوفير الشفافية والمساءلة، وتحقيق إشراك فعلي للمجتمع المدني والقطاع الخاص في صياغة وتنفيذ السياسات الطاقية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك