أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
افتتحت بورصة الدار البيضاء تداولات
يوم الاثنين 16 يونيو 2025 على إيقاع منحدر، حيث سجل المؤشر الرئيسي تراجعا ملموسا
منذ الساعات الأولى، متأثرا بعمليات بيع واسعة النطاق قادتها مؤسسات مالية
ومضاربون يسعون إلى جني الأرباح السريعة. ورغم محاولات التعافي في منتصف الجلسة،
ظل الاتجاه العام متذبذبا، ليغلق السوق على وقع انخفاض طفيف عزز حالة الترقب التي
تخيم على المستثمرين.
في مقدمة الأسهم الرابحة، تألقت شركة
صناعية وطنية مسجلة قفزة قوية في قيمتها، وسط إقبال المستثمرين على القطاع الصناعي
الذي بدأ يسترجع جاذبيته بعد أسابيع من الفتور. كما ارتفعت أسهم شركة تمويل
استهلاكي بنسب لافتة، مدفوعة بتقارير عن توسعات محتملة في السوق الإفريقية. وسجلت
إحدى الشركات العاملة في قطاع المشروبات بدورها أداء قويا، مؤكدة أن السوق
الاستهلاكية لا تزال تحافظ على قوتها رغم التحديات الاقتصادية. أسهم شركة مختصة في
توزيع المواد الغذائية صعدت بدورها، في إشارة إلى تنامي الثقة في قدرة هذا القطاع
على امتصاص الصدمات.
في الجهة المقابلة، تعرضت أسهم مؤسسة
مصرفية كبرى لهبوط حاد، متأثرة بتراجع ثقة المتعاملين بعد تداول أخبار عن إعادة
هيكلة مرتقبة قد تمس بعض فروعها. كما تراجعت قيمة سهم مصرف متوسط الحجم عقب موجة
بيع كثيفة، فيما تكبدت شركة للنقل البري خسائر جديدة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل.
وسجلت أسهم شركة تعمل في قطاع الغاز انخفاضا مقلقا، متأثرة بتقارير حول تقلص هوامش
الربح، كما تراجعت إحدى المجموعات الصناعية الكبرى المدرجة في البورصة نتيجة ضغوط
تنافسية قوية على مستوى الأسعار.
التحليل العام للسوق يكشف عن مشهد
متباين يعكس صراعا بين قوى الشراء التي تبحث عن فرص استثمارية واعدة في أسهم قوية
النمو، وقوى البيع التي لا تزال متأثرة بمناخ الشكوك العامة. وعلى الرغم من أن بعض
الأسهم استطاعت تسجيل أداء إيجابي، فإن الخوف من ضغوط جديدة على السيولة يظل
حاضرا، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية والمالية التي تعرفها البلاد.
يرى المتتبعون أن هذه الجلسة تعكس
مناخا حساسا يتطلب يقظة من المستثمرين، خاصة مع اقتراب موسم إعلان النتائج النصف
سنوية، والذي من المتوقع أن يعيد ترتيب موازين السوق. المؤشرات الأولية توحي
بإمكانية انتعاش تدريجي في بعض القطاعات، شريطة أن تستقر الأوضاع الداخلية وأن
تستمر الثقة في السياسات الاقتصادية الراهنة.
يوم الإثنين في بورصة الدار البيضاء
كان نموذجا حقيقيا لحالة شد الحبل بين الحذر والطموح، بين من يراهن على الانتعاش
ومن يتخوف من القادم، ليبقى السؤال المفتوح هو: من سيفرض إيقاعه في الجلسات
المقبلة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك