أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي
شهدت الخمسة أشهر الأولى من عام 2025 استقرارًا نسبيًا في سعر صرف الدرهم المغربي مقابل العملات الأجنبية الرئيسية، خاصة الدولار الأمريكي واليورو.
يأتي هذا الاستقرار في ظل تحديات اقتصادية دولية، بما في ذلك ارتفاع الدولار وتراجع اليورو، مما أثر على الأسواق المالية العالمية.
أداء الدرهم المغربي:
خلال الفترة من 2 إلى 8 يناير 2025، ارتفع سعر صرف الدرهم بنسبة 1.4% مقابل اليورو، وبنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي. هذا الأداء الإيجابي يُعزى إلى تدفقات التصدير القوية، خاصة في قطاع الفوسفات ومشتقاته، والتي ساهمت في دعم العملة الوطنية.
احتياطيات النقد الأجنبي:
بلغت الأصول الاحتياطية الرسمية لبنك المغرب حوالي 373.2 مليار درهم (حوالي 37.5 مليار دولار) في بداية يناير 2025، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 4.9% على أساس سنوي. تتكون هذه الاحتياطيات في الغالب من استثمارات وودائع قصيرة الأجل، مما يعكس استراتيجية البنك في تنويع الأصول وتحقيق عوائد مستدامة.
التحديات الاقتصادية:
رغم الأداء الإيجابي للدرهم، يواجه الاقتصاد المغربي تحديات تتعلق بارتفاع تداول العملة النقدية "الكاش"، مما يزيد من الضغط على السيولة البنكية. بلغت قيمة التداول النقدي 421.5 مليار درهم في يناير 2025، بزيادة نسبتها 7.2% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. هذا الوضع يُعزى إلى العادات الاجتماعية ومستوى الاقتصاد غير المهيكل المرتفع.
الخطط المستقبلية:
يخطط بنك المغرب لتخفيف نظام سعر صرف الدرهم بحلول عام 2026، من خلال ربطه بسلة من العملات تضم اليورو والدولار، بدلاً من الارتباط الثنائي الحالي. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مرونة الاقتصاد المغربي في مواجهة التقلبات العالمية.
يُظهر الاقتصاد المغربي قدرة على التكيف مع التحديات الاقتصادية العالمية، من خلال استقرار سعر صرف الدرهم وتعزيز الاحتياطيات الأجنبية. ومع استمرار الإصلاحات الاقتصادية، من المتوقع أن يواصل المغرب تعزيز مكانته الاقتصادية في المنطقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك