أنتلجنسيا المغرب:الدار البيضاء
شهدت بورصة الدار البيضاء خلال
تداولات يوم الجمعة 30 ماي 2025 تذبذباً ملحوظاً في مؤشراتها الرئيسية، وسط أجواء
من الحذر والترقب سيطرت على تعاملات المستثمرين، حيث تفاوتت أداءات الشركات
المدرجة بين مكاسب محدودة وخسائر ثقيلة، مما يعكس هشاشة السوق أمام الضغوط
الاقتصادية المتزايدة.
سجل المؤشر الرئيسي انخفاضًا طفيفًا
مع نهاية الجلسة، متأثراً بتراجع أسهم عدد من القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع
البنكي وشركات التأمين، حيث مُنيت بعض أسهم المصارف بخسائر تجاوزت النقطتين
المئويتين، في حين شهدت شركات النقل والخدمات انخفاضات أكثر حدة بسبب ضعف الطلب
وضبابية الآفاق الاقتصادية. في المقابل، برزت أسهم شركات التعدين والطاقة كالرابح
الأكبر، حيث استفادت من تحركات سعرية إيجابية للمواد الأولية عالمياً، محققة
ارتفاعات تراوحت بين 3 و5 في المئة، مدعومة بتوقعات بارتفاع الصادرات.
قطاع البناء والعقار كان من بين أكبر
الخاسرين، حيث واصلت شركاته المدرجة التراجع في ظل جمود السوق العقارية وارتفاع
كلفة التمويل، ما دفع المستثمرين إلى بيع مكثف للحد من الخسائر. وعلى مستوى
الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد ظل أداءها ضعيفاً، وسط غياب محفزات واضحة لجذب
السيولة نحوها.
أما على مستوى سوق العملات، فقد سجل
الدرهم تراجعًا أمام الدولار، متأثراً بارتفاع العملة الأمريكية في الأسواق
الدولية، ليتم تداوله عند مستويات غير مسبوقة منذ أشهر، ما زاد من كلفة الاستيراد وأضعف
القدرة الشرائية. كذلك، تراجع الدرهم أمام الأورو، معززا بذلك الضغط على ميزان
المدفوعات والتجارة الخارجية، في ظل استمرار المغرب في استيراد كميات كبيرة من
المواد الطاقية والغذائية.
المناخ العام في السوق يبقى مشحوناً
بالتوتر، حيث ينتظر المستثمرون توجهات أوضح من السياسات المالية والنقدية في
الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع الحديث المتزايد عن احتمال تعديل أسعار الفائدة، وهو
ما قد يعيد رسم خريطة التحركات داخل السوق، بين باحثين عن ملاذ آمن ومضاربين
يراهنون على انتعاش قصير الأمد.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك