الصين تكشر عن أنيابها تصعيد اقتصادي غير مسبوق يهز إدارة "دونالد ترامب" ويهدد مستقبل الصناعات الأمريكية

الصين تكشر عن أنيابها تصعيد اقتصادي غير مسبوق يهز إدارة "دونالد ترامب" ويهدد مستقبل الصناعات الأمريكية
اقتصاد / الاثنين 26 مايو 2025 - 11:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا

في خطوة غير مسبوقة تحمل أبعاداً استراتيجية عميقة، قررت الصين الرد بعنف على السياسات الأمريكية التصعيدية، وفرضت رسوماً جمركية ضخمة وصلت إلى 125% على كافة السلع الأمريكية دون استثناء، هذا الإجراء لم يكن مجرد رد اقتصادي، بل إعلان صريح أن بكين مستعدة لخوض حرب اقتصادية حتى النفس الأخير، في مواجهة إدارة ترامب التي لم تتوقع أن تصل الصين إلى هذا المستوى من الحزم والردع.

الصين، التي تملك مفاتيح سوق المعادن النادرة عالمياً، أخرجت سلاحها الأهم من الجعبة. إذ تمتلك بكين 60% من احتياطي هذه المعادن في الكرة الأرضية، وتحتكر نحو 90% من سبعة عناصر أساسية تدخل في صناعة الطائرات العسكرية الأمريكية، الغواصات النووية، الرقائق الإلكترونية، وحتى السيارات الكهربائية وأجهزة الاتصالات.

بهذا القرار، وضعت واشنطن في مأزق استراتيجي خطير يهدد أمنها التكنولوجي والعسكري.

لم تكتف الصين بالعقوبات الجمركية، بل قررت شل قطاع الطيران الأمريكي عبر وقف جميع صفقاتها مع شركة "بوينغ"، سواء في طائرات الشحن أو نقل الركاب، وهو ما اعتبر ضربة موجعة لصناعة الطيران الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية، ثاني أكبر سوق طيران في العالم.

الضربات الصينية تواصلت، وهذه المرة في عمق الريف الأمريكي. حيث توقفت بكين عن استيراد القمح الأمريكي، وعلقت صفقات الغاز الطبيعي، ما أدخل عشرات الآلاف من المزارعين وشركات الطاقة في الولايات المتحدة في دوامة من القلق والخسائر، وسط صمت رسمي أمريكي مرتبك.

وفي محاولة يائسة لتضييق الخناق على العملاق الآسيوي، حاولت إدارة ترامب تجفيف منابع التكنولوجيا، من خلال منع الشركات الأمريكية من تصدير الرقائق الإلكترونية إلى الصين. لكن الرد جاء حاسماً من شركة "هواوي"، التي أعلنت نجاحها في تصنيع رقائق محلية متطورة، تلبي كافة احتياجات السوق الصينية، وتفتح الباب أمام استقلال تكنولوجي قد يشكل كابوساً دائماً لأمريكا.

ما حدث لم يكن مجرد تصعيد تجاري، بل تحوّل جذري في موازين القوة الاقتصادية والتكنولوجية. فالصين، بقراراتها الحاسمة، كسرت الهيمنة الأمريكية على السوق العالمية، وأعادت صياغة معادلة الردع بلغة الاقتصاد والسيادة الصناعية.

الإدارة الأمريكية، وخصوصاً فريق ترامب، وجدوا أنفسهم أمام واقع لم يحسبوا حسابه. فالعقوبات التي أرادوا منها تركيع الصين، تحوّلت إلى سلاح ارتد عليهم، وكشفت هشاشة الاقتصاد الأمريكي في مواجهة دولة باتت تتحكم في مفاصل التكنولوجيا والمعادن والطاقة.

الرسالة الصينية كانت واضحة: من يحاول خنق الصين، سيختنق هو أولاً.

ومن يعتقد أن بكين ستساوم على مصالحها الاستراتيجية، لا يفهم شيئاً عن تاريخها ولا عن فلسفة قيادتها، إنها ليست مجرد معركة اقتصادية، بل صراع وجودي على قيادة القرن الواحد والعشرين.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك