أنتلجنسيا المغرب
أكدت المملكة المغربية التزامها بالتحول نحو الاستدامة من خلال إطلاق مشروع "إم سي إس بيتوم" (MCS Bitume) ، الذي يُعد خطوة مبتكرة في قطاع صناعة البيتومين، بهدف تعزيز استخدام الطاقات النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
في إطار استراتيجيتها الوطنية للطاقة المستدامة، أطلقت المملكة مشروعًا طموحًا يعكس رؤيتها لتطوير العمليات الصناعية عبر تبني تقنيات متقدمة تحافظ على البيئة وتعزز كفاءة استهلاك الطاقة.
المشروع الذي يأتي بدعم من جهود أكاديمية وصناعية مشتركة، يهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يحقق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة.
وفقًا لما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يندرج هذا المشروع ضمن الجهود الرامية لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في القطاعات الصناعية المختلفة.ويستند المشروع إلى شراكة بين الجامعة الدولية للرباط (UIR) وشركة بيتوما (Bituma)،وبمساندة من وكالة الموارد التابعة لمعهد البحث في الطاقة الشمسيةوالطاقات الجديدة (IRESEN).
يعتمد المشروع على استخدام مركّزات شمسية عالية الكفاءة لتحافظ على درجة حرارة البيتومين عند 100 درجة مئوية، ما يساهم في خفض استهلاك الوقود بنسبة 15% سنويًا، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 200 طن سنويًا. هذه الخطوة تعكس التوجه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة النظيفة.
"صناعة البيتومين في المغرب كانت دائمًا واحدة من القطاعات الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة التقليدية"، يقول أحد المسؤولين عن المشروع.
"لكن مع التكنولوجيا الجديدة، يمكننا تحقيق إنتاج أكثر كفاءة وأقل تأثيرًا على البيئة."
يُعد التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات الصناعية عنصرًا أساسيًا في نجاح المشروع. فقد تم تسجيل 5 براءات اختراع تتعلق بالإدارة الحرارية وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى نشر 15 بحثًا علميًا في مجلات دولية مرموقة.
كما تم إعداد 3 أطروحات دكتوراه ضمن إطار المشروع، وتأسيس شركة ناشئة متخصصة في التخزين الحراري المتقدم، مما يعكس التكامل بين البحث العلمي والتطبيقات العملية.
بعد نجاح المرحلة الأولى من التطوير، أصبح النموذج الصناعي قيد التشغيل الكامل في موقع شركة بيتوما بعين عتيق.
وتُجرى حاليًا دراسات لتوسيع نطاق التخزين ليصل إلى 3000 طن، مما سيمكن من تحقيق استفادة أكبر من التكنولوجيا المستخدمة.
يأتي هذا المشروع في سياق رؤية المغرب الشاملة للطاقة المستدامة، والتي تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار في مجال الطاقة النظيفة.
وقالت منصة الطاقة المتخصصة : "إن هذه المبادرة ليست فقط خطوة نحو تحسين كفاءة الإنتاج، بل أيضًا نموذجًا ناجحًا للتعاون بين القطاعات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة."
وفي ظل التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ، يُعتبر مشروع "MCS Bitume" خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يجمع بين الابتكار التكنولوجي والمسؤولية البيئية، ليضع المغرب في طليعة الدول التي تستخدم الطاقات المتجددة في العمليات الصناعية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك