أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
الرياضة قبل كل شيء أخلاق وتربية، قبل أن تكون نتيجة أو
انتصارًا عابرًا، وما صدر عن بعض اللاعبين الأردنيين يوم أمس في حفل تسليم
الميداليات والكأس بعد الهزيمة أمام أسود الأطلس بنتيجة 3 مقابل 2 بقيادة المدرب
الوطني المحنك والمتميز بأخلاقه العالية "طارق السكيتيوي"، شكل صدمة
حقيقية لكل من يؤمن بأن الملاعب فضاءات للتنافس الشريف لا لسقوط القيم.
فقد بادر
الإطار الوطني "طارق السكيتيوي"، بكل روح رياضية وتقاليد إنسانية رفيعة،
إلى مد يده لمصافحة لاعبين أردنيين، في مشهد يعكس سمو الروح قبل أي اعتبار آخر.
غير أن رفض عدد من هؤلاء اللاعبين الأردنيين رد السلام، في موقف
يتنافى مع أبسط قواعد اللياقة والسلوك القويم السليم الرياضي، سلوك البعض منهم كشف
عن خلل عميق في منظومة القيم، وسلوك لا يليق برياضيين يفترض فيهم تمثيل بلدانهم
قبل تمثيل أقدامهم في محفل دولي عربي مسلم، فالتحية ليست مجاملة عابرة، بل قيمة
إنسانية وأخلاقية راسخة، أكد عليها الإسلام حين دعا إلى رد التحية بأحسن منها،
وجعلها عنوانًا للتسامح والاحترام المتبادل.
ما حدث لا يمكن تبريره
بحسرة الهزيمة ولا بحرارة المباراة، لأنه يعكس قلة تربية وأدب ومرضًا سلوكيًا
مستترًا خلف قميص رياضي، مثل هذه التصرفات مرفوضة جملة وتفصيلًا، خاصة في فضاء
يفترض أن يجمع ولا يفرق، إن "طارق السكيتيوي" إنتصر مرتين في المقابلة
والأخلاق، ويعلم النشء أن الخسارة امتحان للأخلاق قبل أن تكون امتحانًا للمهارات،
وأن الانتصار الحقيقي هو انتصار القيم مهما كانت نتيجة المباراة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك