
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أثار شريط فيديو نشره مواطن فرنسي
عاصفة من الغضب داخل المغرب، بعدما كشف عبر تحقيق ميداني أنه عثر على مواد سامة
ومسرطنة داخل مجموعة من منتجات القشدة والمربى والفرماج التي تُباع في الأسواق
المغربية. الفيديو، الذي وثّق فيه مراحل الشراء والتحليل، انتشر بسرعة هائلة على
مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل إلى حديث الرأي العام لما يحمله من خطورة على صحة
الأطفال المغاربة.
المثير في القضية أن المواطن الفرنسي،
وفق ما ورد في الشريط، قام باقتناء عدة علامات تجارية مشهورة داخل المغرب، ليُفاجأ
– بحسب ما قال – بنتائج مخبرية “كارثية”، متهماً الشركات المنتجة ببيع السموم في
عبوات مغرية للأطفال. وقد تفاعل آلاف المغاربة مع الفيديو، معتبرين أن ما جاء فيه
يجب أن يدق ناقوس الخطر ويستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المسؤولة.
ورغم الضجة الواسعة، لم تُصدر بعد
لجنة الحماية والمراقبة الوطنية أي بلاغ توضيحي، ما جعل الغضب الشعبي يتضاعف وسط
تساؤلات عن دور أجهزة الرقابة الصحية، وكيف يمكن السماح بتداول منتجات يُقال إنها
تحتوي على مواد مسرطنة دون اتخاذ إجراءات فورية. كما أشار العديد من المواطنين إلى
أن غياب المراقبة الصارمة يفتح الباب أمام الاستهتار بصحة المستهلكين، خصوصًا
الأطفال الذين تُعد مناعتهم ضعيفة.
وفي خضم هذا الجدل، لاحظ كثير من
المغاربة تزايد حالات الإصابة بالسرطان بين الأطفال في السنوات الأخيرة، ما جعل
الفيديو الفرنسي يتفاعل بقوة أكبر، ويزرع الخوف في نفوس الأسر التي باتت تشك في
جودة ما يُعرض على رفوف المتاجر. مطالبات عديدة ارتفعت تدعو وزارة الصحة والهيئات
المعنية إلى الخروج ببيان رسمي يوضح حقيقة هذه المزاعم الخطيرة.
وقد غزا الفيديو مواقع التواصل
الاجتماعي بشكل غير مسبوق، خاصة على فيسبوك وإنستغرام وتويتر، حيث عبّر الآلاف عن
استيائهم من “التهاون الرسمي” في حماية صحة المغاربة، مطالبين بمحاسبة كل من يثبت
تورطه في إدخال أو تصنيع منتجات تهدد حياة الأطفال. وبينما ينتظر الرأي العام
المغربي ردًا رسميًا يبدد الشكوك أو يؤكدها، يظل الخوف سيد الموقف، والجدل مفتوحًا
على مصراعيه في قضية تمس أمن المغاربة الغذائي وصحة أجيالهم القادمة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك