
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
مساء يوم أمس الخميس، استضاف مركب مولاي عبد الله بالرباط المنتخب المغربي في مباراة ودية واجه خلالها المنتخب البحريني صعوبة كبيرة في تحقيق فوزٍ جاء بشق الأنفس، وسط أداء باهت أثار غضب الجماهير والمتابعين، الهجوم الإعلامي لم يتأخر، إذ وجّهت الصحافة الرياضية المغربية سهام النقد إلى المدرب "وليد الركراكي"، متهمةً إياه بالعجز التكتيكي وغياب الحلول، فيما اكتفى الأخير بردود متوترة لا تُقنع أحدًا " تخراج العينين"، في وقت تُفتح فيه خزائن الجامعة الملكية أمامه بلا قيود على يد " فوزي لقجع".
النتيجة المتواضعة واحد لـ صفر، لم تكن وحدها سبب الاستياء، فمدرجات المركب الكبير بدت شبه خالية رغم كل الأموال التي أُنفقت عليه لتأهيله، مما جعل صورة المباراة حزينة وباهتة، ورغم أن السلطات، حسب مصادر متفرقة، وزعت دعوات شبه مجانية وسمحت بدخول الجماهير دون تذاكر لإحياء الأجواء، إلا أن المغاربة اختاروا المقاطعة، في رسالة احتجاج رمزية لكنها قوية، عنوانها الصحة والتعليم أولا.
الملعب الذي كان يفترض أن يكون منارة
كروية تحول إلى مساحة شاسعة يسكنها الصمت، تملؤها فقط فرق الفولكلور الشعبي
والدقايقية الذين حاولوا عبثًا إضفاء طابع احتفالي على أمسية بلا طعم، غياب
الجماهير لم يكن عرضيًا بل كان موقفًا جماعيًا من واقع اجتماعي محتقن، حيث تعب
المواطن المغربي من الوعود والشعارات البراقة التي لم تُطعمه خبزًا ولم توفر له
علاجًا.
ففي الوقت الذي تُصرف فيه الملايين على
مباريات ودية وتجمعات رياضية، تعيش قطاعات مثل الصحة والتعليم أسوأ فتراتهما، ما
دفع آلاف المغاربة بربوع المملكة إلى الخروج في مظاهرات حاشدة، بعضُها تطور إلى اشتباكات
مع القوات العمومية، مشاهد الغضب انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا
شباب جيل "زد" إلى مقاطعة كل الأنشطة الرياضية التي تُستنزف فيها
ميزانية الدولة، فيما المستشفيات تنهار والمدارس تعاني.
الرسالة كانت واضحة، لا يمكن أن تُبنى
الرياضة على أنقاض معاناة المواطن، وبين فوزٍ باهتٍ وملاعب فارغة، وجد الركراكي
نفسه وسط عاصفة من الغضب الشعبي، تلخّص مأساة وطنٍ يريد أن يفرح بالكرة لكنه لم
يعد يجد ما يفرح به خارجها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك