الجزائر تحترق بذهبها الأزرق

الجزائر تحترق بذهبها الأزرق
ديكريبتاج / الاثنين 04 أغسطس 2025 - 18:30 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

تجد الجزائر نفسها في مأزق استراتيجي منذ قرارها السياسي بعدم تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي–الأوروبي عام 2021، وهو القرار الذي قلّص من مرونة صادراتها وأربك موقعها في سوق الطاقة الأوروبية، خاصة بعدما خفّضت إسبانيا وارداتها إلى النصف واتجهت نحو تنويع مصادرها.

تعتمد الجزائر بشكل مفرط على المحروقات، التي تمثل أكثر من 90% من صادراتها، فيما يتزايد الطلب الداخلي على الغاز والنفط بوتيرة سريعة، في ظل دعم حكومي ضخم يُبقي الأسعار منخفضة ويشجع على الإفراط في الاستهلاك، وهو ما يهدد احتياطاتها التصديرية وقدرتها على الحفاظ على العائدات.

تتفاقم الأزمة مع تدهور البنية التحتية للطاقة وارتفاع نسب البطالة وغياب التنويع الاقتصادي، وسط بيئة استثمارية طاردة تعيق تدفق رؤوس الأموال الأجنبية وتشل المبادرات الخاصة، ما يجعل البلاد أكثر هشاشة أمام التحولات الجيوطاقية العالمية.

الجزائر، رغم امتلاكها عاشر أكبر احتياطي غاز في العالم، تبدو عاجزة عن استثمار هذه الثروة بسبب ضعف الرؤية وتباطؤ الإصلاحات، بينما تستمر أوروبا في تقليص اعتمادها على الغاز ضمن استراتيجيتها لإزالة الكربون، مما يهدد بإقصاء الجزائر من خريطة المزودين الرئيسيين.

المؤشرات الحالية تنذر بكارثة اقتصادية وطاقية إذا لم تسارع الجزائر إلى تنفيذ خطة انتقال طاقي متكاملة، تشمل إصلاحات هيكلية وتحرير المبادرة الاقتصادية، وإلا فإن الذهب الأزرق سيتحول من نعمة إلى عبء ثقيل يُكبل حاضرها ويقضي على مستقبلها.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك