من الموانئ والمطارات إلى الفيديوهات الفاضحة: موسم الصيف يتحول إلى فضيحة وطنية

من الموانئ والمطارات إلى الفيديوهات الفاضحة: موسم الصيف يتحول إلى فضيحة وطنية
ديكريبتاج / الجمعة 01 أغسطس 2025 - 20:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

فضائح وزارة السياحة تخرج إلى العلن هذا الصيف، بعدما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات صادمة من دول مثل البرتغال ومصر وكندا وإيطاليا، وثّقت بالصوت والصورة ما تتعرض له الجالية المغربية من إذلال وإهانة على يد بعض المؤسسات داخل المطارات والموانئ المغربية. شهادات مؤثرة كشفت عن الاعتداءات اللفظية والجسدية، والابتزاز المباشر، والمعاملة غير الإنسانية، التي لم تعد تُحتمل أو تُغتفر.

بأصوات مرتعشة ونظرات مغتاظة، حمّل أفراد الجالية المغربية مسؤولية تدهور العلاقة بينهم وبين وطنهم الأم لوزارة السياحة وباقي المؤسسات التي فشلت في احتضانهم، وتركَت الساحة لسياسات استغلالية متوحشة، غابت فيها الفوترة، واشتعلت فيها الأسعار، وتحولت زيارة الوطن إلى كابوس مالي ونفسي، المواطنون تحدثوا عن أسعار تذاكر خيالية تفوق أحياناً 3000 دولار أو يورو للتذكرة الواحدة، في وقت اختارت فيه دول أخرى استقبالهم بأقل التكاليف وأكثر الاحترام.

الغريب في هذا المشهد، هو الصمت الرسمي المطبق من الجهات الوصية، حيث تواصل السلطات غضّ الطرف عن ممارسات تُهدد صورة المغرب وتُفرّغ كل الحملات الدعائية من مضمونها، الحكومة مطالبة اليوم قبل الغد بالتدخل الفوري لحماية كرامة المغاربة بالخارج، وتيسير عبورهم لا تعقيده، خاصة أن العديد من الأسر المرفوقة بأطفال وذوي إعاقة وجدت نفسها في مواجهة جبال من العراقيل والابتزاز الممنهج.

أمام هذه الوقائع، لم تجد الجالية من حل سوى التعبير عن غضبها عبر ما يشبه "احتجاجاً ناعماً"، من خلال تحويل وجهتها السياحية إلى دول بديلة، والحديث علانية عن تجاربها المرة مع القطاع السياحي المغربي، هذا التحول لا يجب أن يُؤخذ باستخفاف، لأنه يمثّل خسارة مباشرة للاقتصاد الوطني، وضربة في عمق "مغرب الاستقبال"، الذي لطالما تغنّى بكونه بلد الترحاب والانفتاح.

الكرة اليوم في ملعب وزارة السياحة ووزارة الداخلية وباقي الجهات المعنية، والمطلوب ليس بلاغات التبرير، بل إجراءات عاجلة على أرض الواقع لإيقاف نزيف الهجرة السياحية المعاكسة، وإنهاء زمن الابتزاز في المطارات والموانئ الجمركية، ووضع حد للاستهتار بمصير جالية ضحت لأجل الوطن، لتجد نفسها في لحظة الحقيقة، بلا كرامة ولا تقدير.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك