أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد مؤسف يهز القيم الوطنية
الجامعة، يتعرض عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لوابل من السب
والإهانة من طرف مواطنين مغاربة داخل أرض الوطن، حيث تُوجَّه إليهم أوصاف مستفزة
كـ"زماكريا"، في إيحاء بأنهم غرباء عن بلدهم الأصلي، وليسوا من أبناء
المغرب الأوفياء.
هذا الخطاب الإقصائي التحريضي الذي
يتنامى على منصات التواصل الاجتماعي يهدد بنسف جسور الانتماء والاحترام المتبادل
بين مغاربة الداخل والخارج.
انتشرت في الآونة الأخيرة فيديوهات
على مواقع التواصل تتضمن عبارات نابية واتهامات خطيرة في حق الجالية، في حملة
تشويه ممنهجة تفتقد لأي حس وطني أو إنساني.
وسب ذات الفيديوهات أن مغاربة العالم
يتم تصويرهم وكأنهم عبء أو غرباء، في تجاهل صارخ للدور الجوهري الذي تلعبه هذه
الفئة في إنعاش الاقتصاد الوطني وضمان تدفقات مالية ضخمة من العملة الصعبة نحو
خزينة الدولة.
وأكدت مصادر مطلعة أن النيابة العامة
تتابع هذه التطورات عن كثب، ومن المنتظر أن تدخل على الخط لفتح تحقيقات بشأن هذه
المقاطع المسيئة التي تُمَس بكرامة المواطنين المغاربة في المهجر، وتضرب في العمق
صورة بلد ظلوا يدافعون عنه في كل المحافل الدولية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء
المغربية، التي يعتبرونها معركة مصيرية لا تراجع عنها.
ووضح فاعلون حقوقيون أن هذه الممارسات
لا تمثل الشعب المغربي بأكمله، وإنما تصدر عن فئة ضيقة لا تعي حجم التضحيات التي
يقدمها "الزماكريا" حسب وصفهم من أجل رفعة وطنهم، ولا تعكس القيم
الحقيقية للمجتمع المغربي المبني على الوحدة والوفاء والاعتزاز بجميع مكوناته في
الداخل والخارج.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك