أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر زيارة مفترضة لوفد من وزارة الصحة إلى مستشفى "الرحاونة" بمدينة سيدي يحيى الغرب، ما فجّر سيلاً من التدوينات المتضاربة، بين من تحدّث عن لجان تفتيش، ومن زعم وقوف مسؤولين على أسباب تعثر المشروع، في حين تبين أن الحقيقة تختلف جذريًا عما يُروّج له افتراضيًا.
مصادر محلية مطلعة كشفت أن الزيارة لا علاقة لها بأي لجنة
مركزية أو وفد وزاري، بل تعود لبعثة تقنية من الشركة التي فازت بصفقة إتمام أشغال
المستشفى يوم الإثنين الفارط، بعد فسخ عقود الإتمام مع الشركات السابقة، وقد جاءت
هذه الزيارة بتنسيق مباشر بين السلطات المحلية، في شخص باشا مدينة سيدي يحيى الغرب
"الحسين لطفي"، والسلطات الإقليمية التي تسهر على إتمام المشروع، بقيادة
عامل إقليم سيدي سليمان "إدريس الروبيو"، دون إقحام أطراف كانت في وقت
سابق من مسببات توقف المشروع وتعثره.
الجدل الذي رافق الحدث دفع العديد من الصفحات المحلية إلى توظيف
الصور والتكهنات لأغراض سياسية أو جمعوية أو شخصية..، من خلال نسب الزيارة
لمبادرات شخصية أو تدخلات حزبية برلمانية، وهو ما نفته مصادر رسمية جملة وتفصيلاً،
مؤكدة أن الأمر لا يعدو كونه إجراءً إداريًا وتقنيًا يسبق الانطلاق الفعلي للأشغال
الميدانية، ويدخل في إطار التنسيق المؤسساتي الموجه لإعادة الروح لهذا الورش
الحيوي.
المعطيات المؤكدة تشير إلى أن إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال هذا الورش الصحي المنتظر، مرتبط باجتماع حاسم انعقد صباح يومه الإثنين 21 يوليو 2025 بمقر عمالة سيدي سليمان، حيث أصر عامل الإقليم خلاله على ضرورة التزام جميع الأطراف الحاضرة، بما فيهم المسؤولون عن التنسيق الإداري بين الوزارة والعمالة وباقي المصالح المعنية برمتها في جميع التخصصات، بحضور ميداني فعّال لتفادي أي تأخير، وتفويت الفرصة على مسببات العرقلة السابقة.
وتُضيف المصادر العليمة أن يوم الخميس المقبل 24 يوليوز 2025
سيكون موعدًا مفصليًا، حيث من المرتقب أن تلتزم الشركات الفائزة بالصفقة أمام
السلطات الإقليمية بتحديد تواريخ الإنجاز وتفاصيل التنفيذ العملي، تحت إشراف مباشر
من عامل الإقليم، ضمن زيارة رسمية مرتقبة، يأتي ذلك في إطار محكم يروم تجاوز
التعثرات السابقة، وإعادة الثقة لهذا الورش الاجتماعي الذي لطالما انتظرته ساكنة
سيدي يحيى الغرب.
وفي الوقت الذي تترقب فيه الساكنة بشغف لحظة الشروع الفعلي في
إنجاز المستشفى، تؤكد الجهات المسؤولة أن المشروع سيكون موضوع تتبع صارم من طرف
السلطات الإدارية والترابية بإقليم سيدي سليمان، حرصًا على وفاء الشركات
بالتزاماتها، وضمانًا لتحقيق حلم الصحة العمومية التي ظلت المدينة في أمسّ الحاجة
إليها.
ويُشار إلى أن رئاسة المجلس البلدي أصبحت، اليوم، ملزمة بحسب تعهدها الرسمي بمقر عمالة إقليم سيدي سليمان، بتسليم كافة التراخيص القانونية المتعلقة بإتمام الورش، دون أي تأخير أو عرقلة، ولأي سبب من الأسباب، حتى لا يكون المجلس البلدي عنصرًا من عناصر التعطيل من جديد.
المصادر العليمة تؤكد على أن عامل إقليم سيدي سليمان، إدريس الروبيو، أبى إلا أن يُنجز هذا المشروع الصحي الهام خلال فترة توليه قيادة الإقليم، واضعًا نصب عينيه إنهاء مسلسل الانتظارية، وإخراج المستشفى إلى حيّز الوجود بما يليق بكرامة المواطنين.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك