مخاوف متصاعدة من حصول المغرب على مقاتلات F-35 الأمريكية..هل يفقد الجيش الإسباني تفوقه الجوي؟

مخاوف متصاعدة من حصول المغرب على مقاتلات F-35 الأمريكية..هل يفقد الجيش الإسباني تفوقه الجوي؟
ديكريبتاج / الجمعة 27 يونيو 2025 - 10:13 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

أثار تقرير صادر عن موقع "إسكودو ديخيتال" الإسباني المتخصص في قضايا الأمن والتكنولوجيا، حالة من القلق داخل الدوائر العسكرية والسياسية في إسبانيا، وذلك بسبب احتمال حصول المغرب على مقاتلات F-35 الأمريكية المتطورة. رغم أن الأمر لا يزال في خانة الفرضيات، إلا أن الموقع أكد أن هذا السيناريو يجب أن يُؤخذ بمنتهى الجدية، لما يحمله من تداعيات مباشرة على التوازن العسكري في منطقة شمال إفريقيا.

F-35..سلاح تفوق استراتيجي لا مجرد مقاتلة

يشير التقرير إلى أن طائرة F-35 ليست فقط مقاتلة من الجيل الخامس، بل هي منظومة متكاملة من الذكاء الاصطناعي والاتصال الفوري، إذ يمكنها شن هجمات إلكترونية، رصد الأهداف دون أن تُكتشف، وتبادل المعلومات الحربية في الزمن الحقيقي.

إدخال هذه الطائرة إلى الترسانة المغربية، حسب التقرير، يعني منح المغرب تفوقاً نوعياً حاسماً، قد يُفقد القوات الجوية الإسبانية هيمنتها التقليدية في المنطقة.

إسبانيا مهددة بفقدان سيطرتها الجوية جنوباً

أشار التقرير إلى أن امتلاك المغرب لطائرات F-35 سيمنحه القدرة على تغطية مساحات واسعة تشمل مدينتي سبتة ومليلية، وجزر الكناري، وحتى جنوب إسبانيا، دون الحاجة إلى دخول في نزاع فعلي، بل فقط عبر التلويح بالقدرة على الردع.

هذا التغيير قد يربك العقيدة الدفاعية الإسبانية ويضعها في حالة يقظة دائمة تجاه الجنوب.

في المقابل… الجزائر تتحرك نحو SU-57

القلق لا يقتصر على المغرب فقط. الجزائر، الخصم الإقليمي التقليدي للمملكة، هي الأخرى تسعى إلى التزود بمقاتلات "سوخوي 57" الروسية، ما ينذر بانطلاق سباق تسلح حقيقي بين الطرفين.

ورغم أن SU-57 تُعد من مقاتلات الجيل الخامس، فإن F-35 تظل أكثر تكاملاً وتقدماً من حيث الخبرة القتالية وتكنولوجيا التخفي والتواصل الشبكي.


الخطوط الحمراء القديمة تُعاد صياغتها

يعتبر التقرير أن التوازن العسكري في جنوب البحر الأبيض المتوسط ظل، إلى حد كبير، مستقراً خلال العقود الماضية، لكن سيناريو إدخال طائرات F-35 وSU-57 قد يغير المعادلة بالكامل.

الخطوط الحمراء التي ظلت مُحترمة لعقود قد تختفي، ما ينذر بتحولات عميقة في بنية الردع الإقليمي.

مدريد أمام مفترق طرق عسكري واستراتيجي

أمام هذا التحدي، يقترح التقرير على صانعي القرار في مدريد عدة خيارات لمواجهة هذا التطور، أبرزها:

تسريع وتيرة الانضمام إلى برنامج FCAS الأوروبي، لتطوير مقاتلات الجيل السادس.

اقتناء طائرات F-35B لتعزيز القوات البحرية وحاملة الطائرات "خوان كارلوس الأول".

الاستثمار بشكل عاجل في الدفاعات الجوية المتطورة وأنظمة الحرب الإلكترونية.

إعادة نشر القوات الإسبانية في النقاط الحساسة مثل سبتة ومليلية وجزر الكناري.

ويحذر التقرير من أن تكلفة هذه الخيارات، رغم ارتفاعها، تظل أقل بكثير من كلفة "الانتظار" أو "عدم اتخاذ قرار"، والذي قد يترك إسبانيا في وضع استراتيجي هش مستقبلاً.

التقارب المغربي الأمريكي والإسرائيلي يُثير القلق

من بين النقاط الحساسة التي أثارها التقرير، هو ما وصفه بـ"التحول الجيوسياسي" في نظرة الولايات المتحدة إلى منطقة شمال إفريقيا، حيث يُرجح أن تصبح الرباط شريكاً أكثر موثوقية وأهمية من مدريد، خاصة في ظل العلاقات المغربية الإسرائيلية المتسارعة والتعاون العسكري المتزايد بين الرباط وواشنطن.

هذا التحول المحتمل قد يقلص من النفوذ الإسباني في قضايا تمس أمنها القومي.

ختاما، في ضوء هذه التحولات الجيوستراتيجية والعسكرية، يبدو أن سباق التسلح في شمال إفريقيا بات أقرب من أي وقت مضى، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز أوراق الردع والضغط.

فبين المغرب الذي يطمح إلى التفوق الجوي عبر F-35، والجزائر التي تراهن على SU-57، تجد إسبانيا نفسها مطالبة بالخروج من حيادها النسبي والتحرك بسرعة لحماية مصالحها الحيوية. لأن التأخير، كما يحذر التقرير، قد يكون مكلفاً… وربما غير قابل للتدارك.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك