هل دخلت إيران نادي القوى النووية؟ العالم في حيرة والوكالة الدولية تطلق جرس الإنذار

هل دخلت إيران نادي القوى النووية؟ العالم في حيرة والوكالة الدولية تطلق جرس الإنذار
ديكريبتاج / الأربعاء 25 يونيو 2025 - 16:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في تطور دراماتيكي يعيد شبح سباق التسلح النووي إلى الواجهة، أثارت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تساؤلات عميقة ومخاوف دولية متصاعدة بشأن حقيقة القدرات النووية الإيرانية.

العالم يتساءل اليوم بقلق: هل تمكنت طهران بالفعل من صناعة قنبلة نووية؟

تصريحات غروسي تفتح الباب للشكوك

خلال مؤتمر صحافي استثنائي عقد بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، صرح المدير العام رافائيل غروسي بشكل صريح:

“لدينا معلومات تؤكد أن نحو 400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب اختفت عن أنظار مفتشي الوكالة. هذا الكم يكفي، نظرياً، لصناعة ما لا يقل عن 10 قنابل نووية”.

وأضاف غروسي أن الوكالة لم تتمكن منذ عدة أشهر من تتبع حركة هذا اليورانيوم داخل المنشآت الإيرانية الحساسة، بسبب القيود التي فرضتها طهران على الزيارات التفقدية، مما جعل المراقبة الشفافة للبرنامج النووي الإيراني أمراً غير ممكن.

طلب لقاء عاجل مع طهران

في ظل هذه التطورات، وجه غروسي طلباً رسمياً إلى وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، لعقد لقاء ثنائي عاجل لبحث الملف، قائلاً:

“نحن أمام لحظة مفصلية، وأدعو السيد عراقجي إلى حوار مباشر وفوري لتوضيح ما يحدث في منشآت فوردو ونطنز وأراك، ولإعادة الثقة التي أصبحت شبه مفقودة”.

الوكالة أكدت أن طهران لم ترد حتى اللحظة على هذا الطلب، ما يُزيد من منسوب القلق لدى المجتمع الدولي.

ردود فعل دولية متسارعة

تصريحات غروسي أحدثت موجة من التفاعل العاجل على مستوى العواصم الغربية.

واشنطن دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة.

باريس وبرلين طالبتا بتحقيق مستقل مشترك مع الوكالة.

تل أبيب وصفت ما يجري بأنه “تحقيق لأخطر سيناريو أمني في الشرق الأوسط”، ملمّحة إلى أن “كل الخيارات مطروحة”.

أما موسكو وبكين، فدعتا إلى التهدئة والحوار، متجنبتين إصدار اتهامات مباشرة لطهران.

غموض إيراني ومراوغة إعلامية

السلطات الإيرانية، من جهتها، لم تنفِ بشكل صريح ما جاء في تصريحات غروسي، بل اكتفت بردود فضفاضة. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صرح بأن

"أنشطة إيران النووية سلمية بالكامل، وكل ما يتم هو ضمن حقوقها كدولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي"،

رافضاً الاتهامات بـ"التحريض السياسي والإعلامي" على حد وصفه.

الخبراء يحذرون من نقطة اللاعودة

خبراء دوليون في الطاقة النووية رأوا أن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تفوق 60% يجعلها على بعد خطوة تقنية واحدة فقط من التخصيب بنسبة 90% اللازمة لصناعة السلاح النووي.

ويقول البروفسور "هنري كوفمان"، المختص في الشؤون النووية في جامعة كامبريدج:

"إيران اليوم لا تفتقر إلى المواد، ولا إلى الكفاءات، ولا حتى إلى البنية التحتية. كل ما تحتاجه هو القرار السياسي".

ماذا لو صنعت إيران القنبلة فعلاً؟

السؤال الأكثر إلحاحاً اليوم: هل صنعت إيران القنبلة بالفعل؟

في حال تأكد امتلاك إيران لسلاح نووي، فإن ذلك سيغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط والعالم بأسره.

دول الخليج ستدخل في سباق تسلح غير مسبوق.

إسرائيل قد توجه ضربات استباقية، تفجر حرباً إقليمية واسعة.

الولايات المتحدة وأوروبا ستواجهان مأزقاً جيوسياسياً غير مسبوق.

أما الأسواق العالمية، وخصوصاً النفط، فقد تدخل في حالة اضطراب شديد.

العالم ينتظر الرد الإيراني

في ظل هذه المعطيات المتسارعة، يبقى العالم في حالة ترقب لرد رسمي من طهران، ولنتائج أي لقاء محتمل بين غروسي وعراقجي.

هل ستكشف إيران أوراقها النووية؟ أم أننا أمام واقع جديد تتغير فيه قواعد اللعبة الدولية إلى الأبد؟

أسئلة ثقيلة لا تملك أجوبتها سوى طهران... والأيام المقبلة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك