فضيحة بالوثيقة:الجزائر تلجأ إلى "الوثائق المزيفة" في حرب الدعاية ضد المغرب ومحاولة للتغطية على خسائرها في إيران؟

فضيحة بالوثيقة:الجزائر تلجأ إلى "الوثائق المزيفة" في حرب الدعاية ضد المغرب ومحاولة للتغطية على خسائرها في إيران؟
ديكريبتاج / الاثنين 23 يونيو 2025 - 19:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في خضمّ التوترات الإقليمية المتصاعدة، وجّهت الجزائر ضربة جديدة للحقيقة، عبر تسريب وثيقة مزعومة تدّعي "مقتل ضباط مغاربة على الأراضي الإسرائيلية"، في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن أنباء مؤكدة تفيد بمصرع عدد من ضباطها في هجوم أمريكي–إسرائيلي مشترك على منشآت عسكرية في إيران.

هذا التصعيد الجديد يدخل في سياق حرب إعلامية قديمة تتقنها الجزائر، لكنها تفقد فيها شيئًا فشيئًا رصيدها من المصداقية.

وثيقة مفبركة أم ارتباك رسمي؟

سارعت وسائل إعلام جزائرية، مدعومة بمنصات إلكترونية موالية للجيش، إلى تداول ما سُمي "وثيقة سرية مسرّبة" من وزارة الدفاع المغربية، تتحدث عن "وفاة ضباط مغاربة في إحدى القواعد الإسرائيلية" جراء استهداف إيراني.

الوثيقة، التي لا تتوفر على أي عناصر مصداقية أو توقيع رسمي، رُصد فيها استخدام ركيك للغة الفرنسية، وتضارب في المعلومات الداخلية، مما يعزز فرضية فبركتها من طرف جهاز دعاية غير محترف.

خبراء في الشؤون الأمنية شككوا فورًا في صحة الوثيقة، مستندين إلى غياب أي مصدر دولي أو منصة إعلامية موثوقة دعمت هذه الادعاءات.

كما أن الحكومة المغربية لم تُعلّق رسميًا، ما يُفسّر هذه المحاولة باعتبارها مناورة إعلامية تُركت لتسقط بثقلها داخل دائرة التشكيك والسخرية.

محاولة للتغطية على خسائر موجعة في طهران

تأتي هذه الوثيقة بعد أيام من تأكيد تقارير استخباراتية وإعلامية متعددة وقوع ضحايا في صفوف ضباط جزائريين متواجدين في إيران، كانوا ضمن بعثة "تعاون عسكري" غير معلنة.

وتشير المعلومات إلى أنهم قُتلوا في أحد المواقع المستهدفة من قبل قاذفات أمريكية من طراز B-2 خلال عملية "مطرقة منتصف الليل" التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.

ردّ الفعل الجزائري، وفق محللين، لم يكن نفيًا لهذه الخسائر، بل تمثل في تحويل الأنظار عبر فبركة قصة مضادة، تضع المغرب في موقع مشابه، على أمل التوازن الرمزي في الرأي العام المغاربي والدولي.

لكن الفارق أن المغرب، المنفتح دبلوماسيًا على الغرب وإسرائيل، لا ينفي علاقاته الاستراتيجية ولا يتحرك في السر، عكس الجزائر التي تنكر أي تواجد عسكري في طهران رغم الأدلة الميدانية.

الدعاية بدل الدبلوماسية: تكتيك مستهلك

ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى حملات تضليل ممنهجة ضد المغرب. من فبركة صور لأطفال غزة زُعم أنهم ضحايا مغاربة، إلى إنتاج أفلام دعائية عن الصحراء المغربية مرّت مرور الكرام عالميًا،

ظلّ النظام الجزائري يراهن على الأدوات البالية للحرب النفسية، في غياب أي مشروع دبلوماسي أو تنموي حقيقي لمنافسة المغرب على الأرض.

ومع تزايد عزلة النظام في المحافل الدولية، يبدو أن المؤسسة العسكرية في الجزائر وجدت في صناعة الأكاذيب بديلاً عن بناء رواية مقنعة.

وفيما يعزز المغرب نفوذه الاقتصادي والدبلوماسي، تتحول الجزائر إلى مصنع دائم للإشاعات، لكن من دون مشترين جديين.

صراع من أجل الهيبة في منطقة مأزومة

ما يحدث اليوم يعكس فشلًا جزائريًا ذريعًا في مجاراة الحضور الإقليمي والدولي للمغرب. فبينما تستضيف المملكة تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم 2030، وتنفتح على شراكات تكنولوجية وأمنية مع قوى كبرى، لا تزال الجزائر تصر على منطق "الخصومة الوجودية" مع الرباط، وتُجهد إعلامها الرسمي في خلق بطولات وهمية.

ورغم أن المملكة المغربية اختارت عدم الرد المباشر على الوثيقة المفبركة، إلا أن تجاهلها لهذا النوع من المناورات يعكس وعيًا بأن الردّ الأكثر فاعلية يكون بالإنجازات لا بالتراشق الكلامي، وبالمؤسسات لا بالمنشورات المزورة.

 الهروب إلى الأمام لا يبني دولة

إقدام الجزائر على نشر "وثيقة" مزيفة بشأن ضباط مغاربة في إسرائيل ليس سوى استمرار لسلوك أصبح مألوفًا من نظام اختار مواجهة الداخل والخارج بنفس الأدوات المتهالكة.

وفي كل مرة يُدير فيها المغرب وجهه نحو المستقبل، ترد الجزائر بماضٍ مشوّه تحاول فرضه على الحاضر.

لكن الحقيقة أن من يهرب إلى الأمام عبر الدعاية لا يمكنه أبدًا اللحاق بمن يصنع السياسة على الأرض بثبات وشراكة وعقلانية.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك