أنتلجنسيا المغرب:الربان
في تطورات مثيرة لقضية من أكثر الملفات الجنائية تعقيدًا وتشويقًا في المغرب، خرج عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، عن صمته خلال جلسة محاكمته بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، اليوم الخميس 12 يونيو الجاري، ليكشف لأول مرة عن تفاصيل ارتباطه بمن يُلقب بـ"إسكوبار الصحراء"، وعن الجدل الدائر حول "فيلا كاليفورنيا" المثيرة.
من الحب إلى المتابعة القضائية..القصة الكاملة لفيلا كاليفورنيا
يروي بعيوي أن علاقته بسامية، التي أصبحت لاحقًا زوجته، بدأت سنة 2009، بعدما طلب والدها مساعدته للحصول على شقة في الدار البيضاء لعلاج زوجته المصابة بالسرطان. لاحقًا، تطورت العلاقة بين عبد النبي وسامية، وانتهت بزواجهما في نفس العام.
بعد الزواج، اقتنى بعيوي "فيلا كاليفورنيا" وسجلها باسم سامية، لكنها لم تسكنها مطلقًا، بحسب تصريحاته. وفي وقت لاحق، طلبت منه بيع الفيلا من أجل اقتناء شقة في فرنسا، فبدأ بعيوي التواصل مع وكالات فرنسية لهذا الغرض.
لكن الشبهات بدأت عندما ظهرت شكوك حول تزوير وكالة بيع الفيلا، وهو ما نفاه بعيوي بشدة، مؤكدًا أن عملية البيع تمت باتفاق مع زوجته السابقة، وقد حوّل لها مبالغ مالية كبيرة لدعم شراء شقتها الجديدة.
تقارير أمنية وتناقضات في التصريحات
واجهت المحكمة بعيوي بتقارير صادرة عن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تشير إلى تناقضات بين أقواله ومعطيات تقنية دقيقة. من بين هذه المعطيات، سحب مبلغ مالي كبير من حساب سامية في نفس يوم توقيع وكالة البيع، ما اعتبرته المحكمة دليلًا على وجود شبهة تزوير.
كما تم عرض خبرة خطية على الوثيقة المثيرة للجدل، تفيد بأن التوقيع المرفق بها "مزوّر". لكن بعيوي دافع بقوة، مشددًا على أن الوثائق التي اعتمدتها الخبرة لا تعود للفترة الزمنية ذاتها، وأن بعض نتائج الخبرة وصفت التوقيع بـ"المتطابق"، ما يجعل النتائج "متضاربة".
سرقة المجوهرات أم تلفيق للضغط؟!
في محور آخر من الجلسة، نفى بعيوي أن يكون قد لفّق تهمة سرقة المجوهرات لوالدة زوجته السابقة، مؤكدًا أنه عاملها كما يعامل والدته، وأن الشكوى التي تقدم بها كانت حقيقية ومدعومة بشهادات شهود، ولم يكن الهدف منها الضغط على زوجته لتوقيع وكالة البيع كما تردد.
لقاء غامض مع "إسكوبار الصحراء"
أما عن علاقته بـ"الحاج بن إبراهيم"، الملقب بـ"إسكوبار الصحراء"، فقد كشف بعيوي أن اللقاء الأول بينهما تم سنة 2013 بمدينة السعيدية، عندما أبدى هذا الأخير رغبة في شراء سيارته من نوع "رنج روفر".
لاحقًا، تطورت العلاقة إلى معاملات تجارية، حيث باع له شققًا عبر شركته العقارية. وأكد بعيوي أن "المالي" قدّم نفسه كدبلوماسي، واطلعه على جواز سفر دبلوماسي، ما منحه الثقة في التعامل معه.
غير أن بعيوي وصفه فيما بعد بـ"نصاب محترف"، واتهمه بالابتزاز والسعي لتوريطه بعد فشل مصالحه معه.
تصريحات مثيرة من لطيفة رأفت ومساعدي "المالي"
لم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد. فقد عرضت المحكمة تصريحات للفنانة لطيفة رأفت، قالت فيها إنها التقت بمساعد "إسكوبار الصحراء" في الرياض، وأخبرها بتعرضه لعملية نصب من طرف بعيوي وسعيد الناصري.
كما قُدمت شهادات لتوفيق زنطار، أحد المقرّبين من "المالي"، أفادت بأن بعيوي والناصري حضرا سهرات وصفها بـ"الماجنة" في الفيلا، وفي مدن أخرى كوجدة والسعيدية.
من جهته، بعيوي رفض هذه التصريحات، واعتبرها "مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة"، مطالبًا بتقديم أدلة مادية تثبت هذه المزاعم.
قضية تتشابك خيوطها والمفاجآت مستمرة
ما كشفه عبد النبي بعيوي خلال الجلسة يسلّط الضوء على شبكة علاقات معقدة، تتداخل فيها السياسة والعقار والأموال الطائلة، وحتى المزاعم الأخلاقية، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى تورطه الحقيقي، وحجم التأثير الذي كان يمارسه "إسكوبار الصحراء" في محيط رجال السلطة والمال.
عموما فالقضية لا تزال في بدايتها، وكل جلسة ستحمل جديدًا قد يقلب مجرى التحقيق رأسًا على عقب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك