كيف بنى رامي مخلوف إمبراطوريته العملاقة التي جعلته احد اغنى اغنياء العالم؟وكيف انتهى به الحال بعد الربيع العربي؟

كيف بنى رامي مخلوف إمبراطوريته العملاقة التي جعلته احد اغنى اغنياء العالم؟وكيف انتهى به الحال بعد الربيع العربي؟
ديكريبتاج / الأربعاء 04 يونيو 2025 - 17:21 / لا توجد تعليقات:

بقلم:الصحافي حسن الخباز/مدير جريدة الجريدة بوان 

عاد رامي مخلوف إلى واجهة الاحداث بعد التحقيق الاستقصائي الذي اعدته عنه جريدة "فاينانشال تايمز"، والذي عنونته "رامي مخلوف ، من القمة إلى الهاوية" ، حيث رصدت  سبل مراكمته للملايير ليصبح في سنوات قليلة احد اغنى أغنياء العالم .

فبمجرد  تقلد بشار زمام  السلطة عام 2000، وبسبب ضعف خبرته السياسية والاقتصادية ، اصبح المجال خصبا  امام  خاله محمد مخلوف  كمستشار  فعلي ومؤثر خلف الكواليس،  استفاد  من ثقة الأسد الابن الذي اعجب بطريقة إدارته ومهاراته الاقتصادية، فوضع خطة إستراتيجية محكمة هدفها الأساس   السيطرة على مفاصل الاقتصاد السوري، وعلى رأسها  النفط، والاتصالات، والقطاع المصرفي .

وتجدر الإشارة إلى ان عائلة  مخلوف والأسد  بين عامي 2000-2007 سيطرتا على أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي السوري،  والمقُدّر حينها بنحو 60 مليار دولار، في الوقت الذي بلغت الثروة الإجمالية للعائلتين أكثر من 10 مليارات دولار، في مؤشر واضح على حجم التغلغل الذي حققته هذه الشبكة العائلية خلال سنوات حكم  بشار الأسد الاولى .

تدرب رامي على يد والده على تسيير العمليات التجارية، والتي شاركه أغلبها، لكونه بدأ نشاطه مبكرا ، وقد استغل فترة الحظر الاقتصادي  لتهريب المواد الغذائية والكهربائية من لبنان وتركيا، مستفيدا من حصانة عائلته،  وعزز شبكة علاقاته الاجتماعية والسياسية بمصاهرته محافظ درعا وليد عثمان .

وقد  قُدِّرت ثروته الشخصية عام 2008 بنحو 6 مليارات دولار أميركي، حيث كان مالكا لشركة "سيريتل"،  و استثمارات واسعة  بقطاعات العقارات والمصارف والأسواق الحرة والمناطق التجارية على الحدود اللبنانية .

وقد حرص رامي مخلوف على الحصول على الوكالة الحصرية لشركة "مرسيدس" بسوريا بعدما ضغط بقوة  لتمرير قانون يمنع الشركة الألمانية من تصدير قطع الغيار إلى السوق السورية، ما لم تمنحه حق الامتياز الحصري .

جدير بالذكر ان  نشاط رامي مخلوف الخارجي انطلق مباشرة بعد مقتل الحريري، حيث حوّل أموالا لبعض البلدان قصد الاستثمار فيها .

وقد حرص رامي على الابتعاد  عن الاضواء ، اثناء إدارته  الإمبراطورية الاقتصادية لعائلة مخلوف والأسد ، ولهذا السبب اعتبر  المحللون أن هذه الإمبراطورية الاقتصادية والصناعية والإعلامية الكبيرة  غطاءا يعمل ليل نهار لغسيل أموال  أمور غير مشروعة، وصفقات فساد تعد  بالمليارات .

هذا ، وقد  أصدرت وزارة الخزانة الأميركية عام 2008 تقريرا اتهمت من خلاله رامي مخلوف بالاستفادة من  الفساد المستشري في سوريا، واحتكاره سلعا مربحة واستغلال نفوذه للضغط على القضاء واستخدام  المخابرات لترهيب منافسيه .

نهاية امبراطورية مخلوف انطلقت شهر مايو 2011، بعدما  فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مباشرة عليه  لاتهامه بتمويل النظام السوري  ودعمه لوجستيا  وقمع الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها الثورة السورية .

انحنى رامي للعاصفة بعد ثورة 2011 وانسحب من عالم الأعمال في سوريا،  محاولة منه  لامتصاص غضب الشارع السوري .

وفي نفس السياق  اتخذ نظام بشار الأسد حينها عقوبات  في حق رامي مخلوف،  عبر إصدار قرار مؤقت يمنعه من السفر  كما حجز على ممتلكاته ، و صادر "جمعية البستان"،  كغطاء إنساني لنشاطاته الاقتصادية، وفكك المجموعات المسلحة التابعة له، ومنعه من إبرام أي عقود مع الحكومة، وعين حارس قضائي على شركة "سيريتل" التي كان يديرها.

وقد وصل الامر عام  2020، إلى  وضع بشار الأسد  لابنَ خاله رامي مخلوف تحت الإقامة الجبرية، بعد تصاعد الغضب الشعبي ضد استعراض عائلته مظاهر الثراء الفاحش 

بعدها خرج رامي مخلوف عن صمته عبر مقاطع مصورة من منزله ،  متحدثا إلى بشار الأسد، عن "ظلم" يتعرض له نتيجة مصادرة أمواله  مشيرا  لمؤامرة داخل الدائرة الضيقة للرئيس تهدف  لإقصائه من الساحة الاقتصادية والسياسية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك