أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
تحولت الندوة الإقليمية للجنة الـ24
التابعة للأمم المتحدة، التي عُقدت في تيمور الشرقية، إلى ساحة مواجهة ديبلوماسية
حامية بين المغرب والجزائر، بعد أن انفجر رئيس الوفد الجزائري في وجه خطاب المغرب،
زاعماً أن بلاده "ليست طرفاً" في نزاع الصحراء. لكن الرد المغربي لم
يتأخر، وجاء هذه المرة من السفير عمر هلال، الذي لم يكتفِ بتفنيد الأكاذيب، بل
عرّى تورط الجزائر بالأدلة والتواريخ والوقائع.
هلال لم يُداهن، بل واجه بالأسماء
والوقائع، متسائلاً أمام الحاضرين: من أنشأ جبهة البوليساريو؟
من يحتضنها فوق أراضيه؟
من يسلحها ويمول تحركاتها؟
من يهاجم المغرب في كل المحافل
الدولية؟
الجواب واحد: الجزائر.
وأضاف أن اسم الجزائر ورد صراحة في
جميع قرارات مجلس الأمن الأخيرة، ما ينفي أي حياد مزعوم.
ولم يُفوت الدبلوماسي المغربي الفرصة
دون أن يُعرّي التناقضات الفادحة في الخطاب الجزائري، حين أكد أن هذا النظام مصاب
بـ"فصام سياسي مزمن"، يدّعي الحياد بينما يعرقل منذ ثلاث سنوات استئناف
المسلسل السياسي الأممي. واعتبر هلال أن الخطاب الجزائري متحجر، متوقف عند سنة
2000، بينما الواقع تغير، والمجتمع الدولي بات ينظر إلى مبادرة الحكم الذاتي المغربية
كحل واقعي وناجع.
المثير في الرد المغربي، كان تسليط
الضوء على ازدواجية الجزائر في حديثها عن "تقرير المصير"، حيث قال هلال
إن من الأجدر بالجزائر أن تمنح هذا الحق أولاً لشعبها، وتحديداً "الشعب
القبايلي"، الذي يعود مطلبه التاريخي إلى ما قبل استقلال الجزائر نفسها، طرح مباشر
ومحرج للوفد الجزائري، الذي اكتفى بالصراخ والشعارات دون تقديم أي إجابة مقنعة.
الندوة التي كانت مخصصة لمناقشة تصفية
الاستعمار، تحولت إلى منصة لكشف السياسات العدائية التي تنتهجها الجزائر ضد
استقرار المنطقة، وسط تزايد الإحراج الدولي من الخطاب الرسمي الجزائري، الذي بات
عاجزاً عن مواكبة التحولات الجيوسياسية والدبلوماسية التي عززت من موقع المغرب في
ملف الصحراء.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك